ثالثا: تعد التربية الإسلامية الإنسان للحياتين، الدنيا والآخرة في توازن واعتدال
من أهم أسس التربية الإسلامية أنها تشمل كلا من الحياتين الدنيا والآخرة, وأنها تعد الإنسان للحياتين معا، فهي تربي الإنسان ليعمل في دنياه كأنه يعيش أبدًا، فيكد ويكابد ويحسن العمل فيها ويحقق أهدافها، ويستمتع فيها بما سمح الله له من متاع، ويأخذ منها ما أحل الله فيها من طيبات، ويعطي فيها ما أوجب الله عليه من عطاء. باختصار، فإن التربية الإسلامية تهيئ الإنسان لحمل الأمانة التي حمله الله إياها في حياته الدنيا، فيحل لنفسه ما أحل الله، ويحرم على نفسه ما حرم الله، ويأخذ نفسه فيها بمنهج الله تبارك وتعالى متاعًا وامتناعًا. ومن حدود منهج الله للإنسان في الحياة الدنيا قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِين}[المائدة: ٨٧] .