للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل السادس: أهم الاتجاهات التربوية المعاصرة]

[مقدمة الفصل السادس]

نعالج في هذا الفصل الأساس الرابع من الأسس العامة لاختيار خبرات المنهج وتنظيمها. وهو التطورات التربوية المعاصرة في مجال المناهج الدراسية, إذ إن هذه التطورات تؤثر على ما ينبغي أن يتعلمه المتعلمون بحيث يتعرفون ما يجري في عالمهم من تغير، ومواكبة فكرهم ومهاراتهم, فنتيجة للتقدم العلمي، والتقني غير المسبوق، شملت هذه التطورات مختلف جوانب الحياة. فالأسرة لم تعد تتمع بالاستقرار كما كانت من قبل، والمدرسة لم تعد المصدر الأكبر للإشعاع التربوي كما كانت من قبل، والشارع لم يعد آمنا كما كان من قبل، والجار لم يعد الصاحب المؤتمن الذي كان من قبل، والبيئة لم تعد نقية كما كانت من قبل، وشئون الحياة لم تعد ميسرة كما كانت من قبل، والسلام العالمي لم يعد مستقرا كما كان من قبل، فقد انقسم إلى عالمين: عالم الكبار وعالم الصغار، والكبار يتكتلون والصغار يتقوقعون ويتفتتون.

وحيث إن التربية عملية اجتماعية -بالدرجة الأولى، وأنها تتفاعل مع التغيرات في المجتمع تفاعلًا مباشرًا. وإذا حدث أن استشرفت اتجاهات حديثة سبقت بها واقع المجتمع، فإن هذا الاستشراف يكون من أهم أسسه استطلاع حاجات المجتمع وتشوف حركته نحو المستقبل. لذلك فإن المؤلف يرى أن محاولة تحديد أهم ملامح التطورات المعاصرة في المجتمع العالمي ينبغي أن تسبق محاولة تحديد الاتجاهات المعاصرة في التربية، حتيى يدرك القارئ منطلقات هذه الاتجاهات.

لذلك فإننا سوف نتناول ما يلي:

أولًا: أهم ملامح التطورات العالمية المعاصرة.

ثانيًا: أهم الاتجاهات التربوية المعاصرة.

<<  <   >  >>