للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال -صلى الله عليه وسلم: "أفضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه على عياله، ودينار ينفقه على دابته في سبيل الله, ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله". "رواه مسلم".

بالإضافة إلى ما سبق، فإن الإسلام قد قرر حق الأولاد في ثروة الوالدين والأقربين، وجعل لهم فيها نصيبًا مفروضًا، وذلك في قوله تعالى: {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا} [النساء: ٧] .

ويؤكد رسول الإسلام -بالفعل وليس بالقول فقط- أن الحنان والعطف على الأطفال هو حجر الزاوية في تربيتهم:

عن أبي قتادة الأنصاري -رضي الله عنه قال: رأيت النبي. يؤم الناس وأمامة بنت أبي العاص وهي ابنة زينب بنت رسول الله. على عاتقه، فإذا ركع وضعها، وإذا رفع من السجود أعادها. "مختصر صحيح مسلم".

وقد بلغ عطف الرسول عليه الصلاة والسلام على الأطفال؛ أنه نعت من لا يلاطف الأطفال، ولا يداعبهم بأنه غير رحيم، بل وأنذره بأنه لن يرحم يوم القيامة.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قبل النبي -صلى الله عليه وسلم- الحسن بن علي -رضي الله عنهما- وعنده الأقرع بن حابس، فقال الأقرع:

إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدًا. فنظر إليه رسول الله. فقال: "من لا يرحم لا يرحم". "متفق عليه".

ويضرب الرسول المعلم مثلا في احترام الطفل كي يتربى على احترام الذات.

عن سهل بن سعد -رضي الله عنه- قال: أتي النبي -صلى الله عليه وسلم- بقدح فشرب منه وعن يمينه غلام أصغر القوم، والأشياخ عن يساره، فقال: "يا غلام أتأذن لي أن أعطيه الأشياخ"؟. قال: ما كنت لأوثر بفضلي منك أحدًا يا رسول الله، فأعطاه إياه. "مختصر صحيح البخاري".

وهكذا يضرب الرسول الأمين مثلًا للمربين في معاملة الأطفال، فهو -صاحب الرسالة- يستأذن غلامًا في أمر تقديم الشيوخ عليه، ويأبى الغلام فينفذ له الرسول رغبته.

وكان الرسول الأمين حريصًا أشد الحرص على حسن تنشئة الأولاد وتربيتهم والعدل بينهم. فقد قال -صلى الله عليه وسلم:

<<  <   >  >>