للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٤- تحقيق التوازن بين مجالات خبرات المنهج، إن أسباب التنوع الذي ذكرنا ضرورته سابقًا، يحتاج إلى ضابط آخر يحدث التكافؤ فيما بينها، وفيما بينها وبين غيرها من المؤثرات في العملية التعليمية. وذلك من خلال مراعاة التوازن بين الخبرات التي تختار في كل جانب. فالتوازن بين الخبرات الخاصة بمجالات الأهداف أمر ضروري. فمثلًا التوازن بين الخبرات المتعلقة بعبادة الله والخبرات المتعلقة بعمارة الأرض وفق منهج الله لا مندوحة عنه، والتوازن بين الخبرات المتعلقة بتربية المتعلم من حيث كونه إنسانًا وتلك التي تعده لمتابعة تعليمه في المراحل التالية أمر جوهري، والتوازن بين الاتساع والعمق في هذه الخبرات لا يمكن تجاهله. فالتوازن خاصة أساسية ينبغي أن يحققها من يختار خبرات المنهج الدراسي، حتى لا يحدث في المنهج إفراط في خبرات جانب على حساب التفريط في خبرات جانب آخر.

١٥- تحقيق الحداثة والمعاصرة. فإلى جانب ما سبق ذكره من الأسس المهمة لاختيار خبرت المنهج نضيف أساسًا ينطلق وجوده من طبيعة العصر الذي نعيشه.

فمن أهم سمات هذا العصر ثراؤه العلمي وغزارة ما يتدفق من مناهله من مهارات.

لذلك ما لم تواكب خبرات المناهج الدراسية هذه الغزارة وذاك التدفق, سوف تتخلف وتحدث انفصاما بين الأجيال التي تدرسها من ناحية ومقومات الحياة المعاصرة من ناحية أخرى، كما هو الحال الآن في عالمنا العربي الإسلامي.

وهناك مجال آخر للحداثة، وهو التقانة التي تتطور بسرعة مذهلة وتتسع تطبيقاتها اتساعًا وعمقًا في حياتنا, إلى أن أصبح استيعابها من العوامل الفارقة بين الأمم في شتى بقاع الأرض.

وهناك مجال هام ثالث للحداثة هو التجديد التربوي بعامة وفي مجال المناهج بخاصة. فتفريد التعليم والتعليم عن بعد والتعليم المصغر والتنظيم الحلزوني لخبرات المناهج، أو طبقًا لمفهوم البنية المعرفية والمنهج التقني والمنهج الإنساني، ما هي إلا أمثلة من المستحدثات التي ينبغي أن تؤخذ في الاعتبار عند اختيار خبرات المنهج أو تنظيمها، يضاف إلى هذا اتباع الأسلوب العلمي في جميع العمليات الخاصة بتخطيط المناهج الدراسية.

١٦- تحقيق المرونة في بنية المنهج. إن التغيرات التي تتعلق بكل من المتعلم والمجتمع والعلم والتقنية والتربية والبيئة المحلية وغيرها تقتضي أن يستوعب المنهج الدراسي ما يحدث من هذه التغيرات، ويكون قابلًا للتطوير بما يواكبها دون أن تهتز بنيته أو يحتاج إلى إعادة بناء من جديد. وهذه المرونة لا تتحقق بالمستوى المطلوب ما لم يؤسس لها من يختار خبرات المنهج. فمثلًا، إذا رأى منظمو المنهج أن تتحقق هذه المرونة عن طريق إتاحة فرص لأن يختار المتعلم من مساقات تعليمية.

<<  <   >  >>