للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وما نود تأكيده هنا أن مجرد إعداد خطة للدرس مهما بذل فيها من جهد، فإن هذا ليس وحده كافيًا لأن يقدم المعلم درسا جيدًا. فهذا شرط لازم ضروري، ولكنه -وحده- غير كاف، فهناك أمور أخرى يحتل وجودها أهمية في أداء المعلم، منها: حساسية المعلم لمدى تقبل الطلاب لأسلوب تدريسه. وحماسه لما يدرس، وقدرته على الاستجابة الفورية الصحيحة لأسئلة تلاميذه، وقدرته على إقناع تلاميذه -من خلال أدائه في التدريس- بأنه واسع الاطلاع متعدد المواهب. ومع ذلك، فإننا إذا ما تدبرنا هذا الموقف مليا لوجدنا أن كلا من هذه الأمور يعود -بالدرجة الأولى- إلى التخطيط الوافي للدرس.

فمثلًا، المعلم الذي يطلع على مصادر متعددة أثناء تخطيطه للدرس، ويعمل فكره في أنسب الطرائق التي يتسخدمها في تدريسه، وفي البدائل الممكنة لها، يحقق الكثير مما ذكرناه آنفًا. وبذلك يظل تخطيط الدرس يحتل مكانًا رحيبًا في أداء المعلم، وبصورة أشد في أداء طالب التربية الميدانية.

وعندما يفكر المعلم في تخطيط الدرس نجد أنه -على وجه العموم- يجيب على السؤال: كيف يستطيع المعلم التخطيط لتعليم مجموعة معينة من التلاميذ في فترة زمنية محدودة قدرًا مناسبًا من الخبرات, ويحسن استثمارها لتوجيه سلوكهم نحو تحقيق الأهداف التربوية المطلوبة، وتنميتهم التنمية المستهدفة؟

وسوف نحاول فيما يلي الإجابة عن هذا السؤال، وسنبدأ بتحديد أهم أسس تخطيط الدرس.

أ- أهم أسس تخطيط الدرس:

١- إن لخطة الدرس عناصر ينبغي أن يراعيها المعلم في تخطيطه للدرس:

تختلف وجهات النظر بالنسبة لعناصر خطة الدرس. فهناك من يجعلها سبعة عناصر هي: الأهداف والأنشطة والتوقيتات والأمثلة والأسئلة والواجبات والتقويم

"١٠، ١٠٢"، وهناك من يجعلها خمسة هي: الأهداف والأنشطة والمواد والواجبات والتقويم "٦، ١٥٥"، وهناك من يجعلها ستة، هي: الأهداف وإثارة دوافع التلاميذ والأسلوب والأنشطة والمواد والواجبات والتقويم. "٩، ٩٣" وهناك من يجعلها ستة مختلفة عن السابقات، وهي: الأهداف، والخبرات السابقة التي يحتاجها الدرس والوسائل والأنشطة ومناقشة الدرس والتطبيقات والتقويم "٥، ١٠٤".

ويلاحظ -فيما سبق- أن هناك اتفاقًا على أن الأهداف والأنشطة والمواد التعليمية والتقويم، عناصر أساسية في خطة الدرس. وهناك عناصر أخرى تختلف حولها وجهات النظر. وهذا الاختلاف لا يعني عدم أهميتها، ولكن يعني الاختلاف في وجوب ذكرها كعناصر مستقلة في خطة الدرس. فمثلًا لا يختلف اثنان من

<<  <   >  >>