للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فئة بطيئي التعلم في مادة ما، ينبغي نقله إلى فئة التلاميذ العاديين إذا استقر أداؤه في مستوى التلميذ العادي لفترة مناسبة. فإن هذا يحفز الجميع على بذل الجهد في التحصيل.

١٥- التلميذ الموهوب في مادة ما لا يعني أنه موهوب في جميع المواد. فالتلميذ الموهوب في الرياضيات لا يعني بالضرورة أنه موهوب في اللغة العربية مثلًا، ولكن يجب ألا يكون الموهوب في إحدى المواد متخلفًا في أي مادة من المواد الدراسية. وما يقال عن الموهوب يقال عن بطيء التعلم. فليس صحيحًا أن التلميذ المتخلف دراسيا في إحدى المواد يكون بالضرورة متخلفًا في بقية المواد الأخرى، ولكن إذا كان التلميذ متخلفًا في الرياضيات -على سبيل المثال- ومتفوقًا في باقي المواد، فغالبًا ما يكون التلميذ في هذا الحال متخلفًا في الرياضيات لأسباب يمكن علاجها.

١٦- تقسيم التلاميذ إلى مجموعات متجانسة ليس هدفًا في حد ذاته, ولكنه وسيلة لتوفير مناخ دراسي أكثر ملاءمة لتكييف عملية التدريس حسب خصائص التلاميذ. فالتقسيم المتجانس يمكن من وضع مناهج تلائم قدرات التلاميذ, وحاجاتهم وميولهم، ويمكن تخطيط الجوانب الأخرى لعملية التدريس فيما يتعلق بالأنشطة ووسائل تقانة التعليم وفترة الدرس وطرائق التعليم ووسائل التقويم, حسب خصائص التلاميذ. فكما يود المتعلم أن يحقق نجاحًا فإنه يود أيضًا أن يشعر أن هذا النجاح ذو قيمة، ولن يشعر بهذا إلا إذا وجد فيما يتعلمه تحديًا لقدراته.

ويتيح التوزيع المتجانس فرصة لتحدي قدرات كل من المتفوق وبطيء التعلم, وفي الوقت نفسه فيه فرصة لمراعاة إمكانات كل تلميذ على حدة. فالمتفوق يجد نفسه في حاجة إلى بذل جهد كبير في سبيل الاحتفاظ بمركزه بين فئة المتفوفين، ولا يستطيع بطيء التعلم -في الغالب- أن يحقق ذاته إلا بين أقرانه، إذ سيجد ما يتحدى تفكيره, إنما يتحدى تفكير آخرين من زملائه

أيضًا. وبدون التقسم المتجانس يتجه التدريس -غالبًا- إلى التلميذ المتوسط، وفي هذا الحال يشعر التلميذ المتفوق في كثير من الأحيان بتفاهة المادة، ومن ناحية أخرى لا يستطيع التلميذ المتخلف الإلمام بالدرس، الأمر الذي يجعله يمل الدراسة.

<<  <   >  >>