للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أولا: الأنباط، عاصمتها بتراء:

فريق من الساميين أسسوا لهم دولة كانت تمتد من الجزء الجنوبي الشرقي في فلسطين إلى رأس خليج العقبة، وهو ما يسمى اليوم بشرق الأردن، وقد أطلق مؤرخو اليونان على بلادهم "أديبيا بترا" أي بلاد العرب الصخرية.

يقول حامد عبد القادر:

والمرجح أن الأنباط يرجعون إلى أصلين:

الأول: أرامي، وهو الفريق المحتل أو الدخيل.

الثاني: عربي، وهم سكان البلاد الأصليون الذين اختلط بهم الآراميون الفاتحون.

وعلى مر الزمن أخذ العرب الأصليون يتغلبون على الآراميين حتى قضوا عليهم، ولكن العنصر الآرامي في اللغة النبطية ظل متغلبًا على العنصر العربي، وقد انتشرت اللغة النبطية في تلك البلاد إلى أن طغت عليها الآرامية بعد أن أصبحت اللغة الرسمية في العالم الشرقي كله.

وقد اندمج هؤلاء السكان فيما بعد بالاتحاد النبطي ومعهم قبائل ثمود ولحيان في شمال الحجاز، وكان النباط لا يزالون رحَّلًا في القرن الرابع ق. م. يعيشون في خيام، ويتكلمون العربية، ويكرهون الخمر، ولا يهتمون بالزراعة؛ وفي القرن التالي تركوا حياة الرعي، واتبعوا حياة الاستقرار، وعملوا في الزراعة والتجارة.

وفي أواخر القرن الثاني كانا قد تحولوا إلى مجتمع منظم جدًّا متقدم في الحضارة، ومتصف بالتطور والترقي١.

إن كلمة "بتراء" وهي: اللفظ اليوناني لكلمة "صخر"، وفي العربية الفصحى:

"الرقيم"٢ هي ترجمة كلمة "سلع" العبرية ووادي موسى هو: الاسم الحديث للموقع بكامله؛ وكانت "البتراء" المدينة الوحيدة بين الأردن والحجاز التي توجد فيها


١ الأمم السامية ص١٠٨، تاريخ سورية جـ١ ص١١٥.
٢ القرآن ١٨: ٨، ياقوت الحموي جـ١ ص٩١، ٧٢٨.

<<  <   >  >>