للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[مدرسة نصيبين، مدرس الرها، المدائن-المانوية٢١٦]

...

مدرسة نصيبين، مدرسة الرها، المدائن-المانوية٢١٦:

تقع نصيبين: في الرقعة التي تخلت عنها فارس لروما سنة ٢٩٨م، ولما كانت حينذاك مدينة من مدن الحدود تشرف على الطريق الرئيسي بين شمال ما بين النهرين وبين دمشق، فإن الرومان حصنوها أحسن تحصين، ولعله كان فيها بعض مسيحيي ما بين النهرين.

وفي حوالي سنة ٣٠٠-٣٠١ عدت نصيبين كرسي أسقفي وكان أول أسقف لها هو بابوا ثم خلفه الأسقف يعقوب الذي أنشأ بها مدرسة على غرار مدرسة أنطاكية وكان فيها قبل أن تقع في أيدي الرومان، مدرسة يهودية، أنشأها الحبر يهوذا ابن بنثيا، هو راوية، وقد ورد باسمه سبعة عشر فصلا في "المشنه"، والمرجح أن استيلاء الرومان على المدينة قضى على مدرستهم فيها، وعلى أية حال فلا ذكر للمدرسة بعد هذا التاريخ، وبعد يعقوب أقيم شيخ اسمه إبراهيم على رأس هذه المدرسة.

عندما وقعت نصيبين مرة ثانية في يد الفرس ٣٤٣م فر إبراهيم رئيس مدرسة نصيبين فهرب إلى الرها، ولا شك أنه كان هناك لاجئون كثيرون مثله، فالتفوا حوله.

وهكذا أنشئت مدرسة مسيحية في الرها، ويمكن أن تعد مدرسة الرها بعثا لمدرسة نصيبين، وكما هو واضح كانت مدرسة الرها في أول أمرها جماعة ليس لها صفة رسمية، وكذلك ليس لها سند قانوني أو رسمي مثل: مدرسة نصيبين وأنطاكية.

كان ماني يعلم في مدينة كتسيفون "المدائن" دينا يجمع بين "الزرادشتية" و"المسيحية" كما أعلن نفسه رسول السيد المسيح، وكان يفسر الأناجيل بحسب عقيدة العرفان التي كانت تنطوي على تحرير الأعضاء الذين اعتنقوا مذهبه من تسلط المادة بواسطة المعرفة؛ ونظرا لتطرفه وخروجه على عقيدة "زرادشت" حكم عليه الكهنة المؤدبون بالموت؛ إلا أن أتباعه وتلامذته حملوا الرسالة، وانتشرت انتشارا واسعا

<<  <   >  >>