ذكر اليعقوبي: أن عمرو بن لحي وضع هبل عند الكعبة، فكان أول صنم وضع بمكة؛ ثم وضعوا به "إساف ونائلة"، كل واحد منهما على ركن من أركان البيت؛ فكان الطائف إذا طاف بدأ "بأساف" فقبله وختم به؛ ونصبوا على "الصفا" صنما يقال له: "مجاور الريح" وعلى المروة صنما يقال له: "مطعم الطير".
وذكر محمد بن حبيب أن أسافا كان على "الصفا"، وأما نائلة فكان على "المروة"، وهما صنمان، وكان من جرهم، ففجر أساف بنائلة في الكعبة؛ فمسخا حجرين، فوضعا على الصفا والمروة؛ ليعتبر بهما، ثم عبدا بعد، وكان نسك قريش "لأساف": لبيك اللهم لبيك. لبيك لا شريك لك، إلا شريك هو لك، تملكه وما ملك.
ويظهر أن مرد هذا القصص الذي يقصها علينا أهل الأخبار عن الصنمين إنما هو إلى شكل الصنمين.
كان: أساف تمثال رجل على ما يظهر من روايات الإخباريين، وكانت:"نائلة" تمثال امرأة. يظهر أنهما استوردا من بلاد الشام فنصبا في مكة، فتولد من كونهما صنمين لرجل وامرأة هذا القصص المذكور، ولعله من صنع القبائل الكارهة لقريش، التي لم تكن ترى حرمة للصنمين١.
ذكر ابن الكلبي: أنه كان لبني ربيعة بن كعب بن تميم، فهدمه "المستوغر" وهو عمرو بن ربيعة بن كعب؛ هدماه في الإسلام وتعبدت لهذا الصنم قبيلة تميم.
وقد ورد اسم "عبد رضى" بين أسماء الجاهليين، ويظهر أن قبيلة طيء كانت قد تعبدت له كذلك.