توحي العناصر المشتركة بين حضارات الشرق الأوسط بأن عوامل نشوئها متشابهة؛ وتتضمن كلمة الشرق الأوسط: مصر، الأناضول، سوريا، لبنان، فلسطين، العراق، إيران، الجزيرة العربية كلها، وكان وادي نهر الهند وأرض الرافدين ووادي النيل خلال ٣٢٠٠ ق. م. نهاية مطاف أولئك الرعاة من البدو الذين يتحركون في أعماق التاريخ إلى تلك الروافد الخصيبة في اندفاع كالموج الهادر يشق مجراه، ومع مصبه يكون ظعنهم وإقامتهم.
ومن هنا يرجع المؤرخون حضارة ما بين النهرين إلى السومريين، الذين عبروا بالعراق إلى خصائص العصور التاريخية بما تركوه من آثار عبرت عن حضارتهم التي بدأت في القرن الثلاثين ق. م، وتعدد مراكز التجمع والتحضر حينذاك في النصف الجنوبي من سهول النهرين؛ وبهم عرف التاريخ باسمهم السومريين؛ ثم استخدمه الساميون خلفاؤهم في قولهم:"مات شوميرين" بمعنى أراض شومير؛