ارتقت أسرة "أذينة" التي كان يتصدر اسمها "سبتموس" إلى مركز الزعامة في "تدمر" في منتصف القرن الثالث؛ والتمثال الذي شيد في عام "٢٥١ على شرف عميد الأسرة سبتيموس حيرن بن أذينة يدعوه زعيم رأس تدمر" ويبدو أنه كان أول "تدمري" أضاف لقب "راس" إلى رتبته الرومانية كعضو في مجلس الشيوخ.
ويرجح أن: حيران هذا والد أذينة" المشهور باليونانية "أوديناتوس" ويستدل من أسماء الأعلام بأن: الأسرة كانت من أصل عربي، ويدعو المؤرخون اليونان "أذينة" هذا "حاكم العرب" وفي زمن "حيران" كان الجيش الفارسي أوقع هزيمة مخجلة بالجيوش الرومانية قرب "أديسا" حتى أن إمبراطورها "فاليران" وقع أسيرًا وتوفي في الأسر، في هذه الأثناء قد خرج "أذينة" في هذه المعركة على رأس جيش كبير من السوريين وقبائل البدو لإنقاذ "فاليران" فهزم الفرس، غير أنه لم يتمكن من فك أسر "فاليران"، وكوفئ أذينة في ٢٦٢ على ولائه للإمبراطور الجديد "فالينوس" فمنح لقب زعيم، الذي منه ما يشبه نائب الإمبراطور على الجناح الشرقي من الإمبراطورية. في ذروة نجاح "أذينة" اغتيل وريثه في أحوال غامضة في "٢٦٦-٢٦٧" وكانت من تدبير "رومة" ومهما يكن فإنه يتضاءل كشخصية تاريخية أمام أرملته التي حكمت بعده باسم ولدها القاصر "وهب اللات"، وكانت "زنوبيا" التي تذكرها الكتابات الأثرية التدمرية باسم "تبت راباي" ابنة "العطية" وهي "الزباء" وقد ادعت القربى بزميلتها السابقة "كليوباترا" في مصر، ورعت الثقافة اليونانية وكانت هي نفسها تتكلم الآرامية اليونانية وبعض اللاتينية، وبلغ منها أنها جمعت تاريخ الشرق وكانت زينة المفكرين، بين رجال بلاطها الفيلسوف "لونجينوس"، وهكذا استطاعت "ملكة البادية أن تشكل لنفسها ولابنها" إمبراطورية انتزعتها من الرومان١.