للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[القدرية والمجوس]

قال ابن الأثير في "النهاية في غريب الحديث والأثر" "٤: ٨٥": من حديث أبي هريرة قال:

القدرية مجوس هذه الأمة.

قيل: إنما جعلهم مجوسا؛ لمضاهاة المجوس في قولهم بالأصلين وهما: النور والظلمة.

يزعمون أن الخير من فعل النور والشر من فعل الظلمة.

وكذا القدرية: يضيفون الخير إلى الله، والشر: إلى الإنسان والشيطان، والله تعالى خالقهما معا لا يكون شيء منهما إلا بمشيئة الله، فهما مضافان إليه خلقا وإيجادا وإلى الفاعلين لهما: عملا وكتابا.

المشركون والمجوس:

"الذين أشركوا" قال الألوسى: هم المجوس، ووصفوا بالإشراك؛ لأنهم يقولون بالنور والظلمة١.

النيسابوري على هامش الطبرى يقول٢: ومن الذين أشركوا: عبدة النار وهم المجوس.

لماذا كان حاجب بن زرارة هو الذي تمجس؟

يقول صاحب السيرة الحلبية٣: لما أجدبت أرض تميم "بدعاء" النبي -صلى الله عليه وسلم- عليهم ذهب سيدهم حاجب بن زرارة والد عطارد رضي الله عنه إلى كسرى؛ ليأخذ منه أمانا لقومه؛ لينزلوا ريف العراق؛ لأجل المرعى، فقال له كسرى: أنتم قوم غدر وأخاف على الرعايا منكم، فقال له حاجب: أنا ضامن أن لا نفعل شيئا من ذلك، فقال له كسرى: ومن لي بوفائك؟


١ روح المعانى "١: ٢٧٠".
٢ "١: ٩٧".
٣ ص"١: ١٠".

<<  <   >  >>