قال: هذه فرسي رهينة، فحمقه كسرى وجلساؤه وضحكوا منه، فقال له: العرب لو رهن أحدهم شيئا فلا بد أن يفي به، فكانت بنو تميم تعد ذلك القول من مفاخرها.
وأورد البلاذري في فتوح البلدان، قال: أخذ رسول الله الجزية من مجوس هجر.
ومجوس أهل اليمن وفرض على كل من بلغ الحلم من مجوس اليمن من رجل وامرأة دينارًا. هذه روايات تفيد أن المجوسية هي دين زرادشت في المفهوم العربي.
وأما الروايات التاريخية الخاصة بتجمس حاجب بن زرارة فهي -من وجهة نظري- غير صحيحة؛ لأننا تتبعنا كلمة وفد بني تميم بين يدي الرسول فما وجدنا ما يشير من قريب أو بعيد إلى نسبة المجوسية إليهم أو نسبتهم إليها سواء أكان القول قول خطيبهم أم كان القول قول حسان بن ثابت.
وإذا كنا رفضنا الرواية الخاصة بحاجب بن زرارة فإنا لا نمنع أن يكون بين قومه من تمجس، ولا سيما أنهم كانوا من غسان وهم ملوك الشام وهم وسط الأعاجم يقول حسان:
فلا تجعلوا لله ندا وأسلموا ... ولا تلبسوا زيا كزي الأعاجم
وجاء في كلمة وفد بنى تميم ما يفيد ذلك على لسان الزبرقان "من أسماء القمر" حيث قال:
يقال عن الزبرقان إنه كان يرفع بيتا من عمائم وثياب وينضحه بالزعفران والطيب، وكانت بنو تميم تحج ذلك البيت، قال الشاعر وهو المخبل السعدى وأمه كعب بن ربيعة: