وأهل نجران هم الذين كانوا يجادلون الرسول في طبيعة "المسيح" فلم يكن بمكة أو يثرب قوم منهم يستطيعون مجادلته في أمور الدين.
وقد ذكر بعض المفسرين أن أهل نجران كانوا أعظم قوم من النصارى جادلوا الرسول في "عيسى" جاءوا إلى الرسول فقالوا له: ما شأنك تذكر صاحبنا؟ فقال:"من هو؟ " قالوا: عيسى؛ تزعم أنه عبد الله، فقال:"أجل إنه عبد الله". قالوا: فهل رأيت مثل عيسى، أو أنبئت به؟. ثم خرجوا من عنده غاضبين.
وقالوا: إن كنت صادقا فأرنا عبدا يحيي الموتى، ويبرئ الأكمه ويخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه.
فلما عادوا قال رسول الله:"مثل عيسى كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون".
لقد كانت النصرانية عاملا مهما بالطبع في إدخال الآراء الإغريقية، والسريانية إلى نصارى العرب، فقد كانت الكنيسة مضطرة إلى دراسة الإغريقية، ولغة بني "إرم"؛ لما للُّغتين من قدسية خاصة نشأت من صلتهما بالأناجيل.