"بولس" أبرز شهيد لاقى حتفه؛ تنفيذًا لأوامر نيرون سنة ٦٧م، واستمرت تلك الاضطهادات عنيفة قاسية حتى أصبحت في عهد "قسطنطين" دين الدولة الرسمي.
يعتبر "كلمنت" مؤسس المدرسة الإسكندرانية للاهوت المسيحي، كان في بادئ الأمر وثنيا له اطلاع واسع على الفلسفة الإغريقية، وحاول -وفق منهجه- التوفيق بين أفضل ما في الوثنية القديمة من فكر، وبين الديانة المسيحية الجديدة.
ولد "أوريجين" في مصر حوالي سنة ١٨٥م من أبوين وثنيين كما يدل على ذلك اسمه الذي يعني: "هبة الإلهة هورس" وهو تلميذ "كلمنت"، وبعد خصومة نشأت بينه وبين أسقف بدلته رحل إلى "قيسرية من أعمال فلسطين"؛ حيث أقام هناك ويؤلف، وفي شروحه وتعليقاته على أسفار التوراة اعتمد الأسلوب المجازي الرمزي، وعذب وأهين وسجن في الاضطهاد الذي سنه دقيانوس.
ظهر في القرن الثالث للميلاد قديس ثالث من آباء الكنيسة الإغريقيين "اثناسيوس". ولد في الإسكندرية، وكان من أشد خصوصم الوثنية، ومن ألد أعداء الهرطقة، ويعتبر بحق من آباء الأرثوذكسية.
وكانت خصومته للهرطقة موجهة بالدرجة الأولى لمذهب "أريوس" المتوفى سنة ٣٣٦ الذي كان أحد رجال "الإكليربوس" في الإسكنرية وفي الإسكندرية نشأ هذا المذهب الذي عرف باسمه.
كان "أريوس" يقول: بأن "الله" فوق إدراك البشر ومعرفتهم، وأنه منفصل عن أي مخلوق كائن، وأن "السيد المسيح" لم يكن "الله" بالمعنى الشامل؛ إلا أن تعاليم "أريوس" رفضت في مجمع "نيقيا" سنة ٣٢٥ وفي مجمع "نيقيا" برز "اثناسيوس" بسبب وضعه قانون الإيمان المعروف بالقانون: "التيفانوس" وفيه تشديد على الثالوث؛