المكتشفة في مدار المقارنات الحضارية الواسع مع معطيات الشرق الأوسط وهندستان التي تعكس الاحتكاكات والعلاقات الثقافية والاقتصادية القديمة، قد أتاحت إظهار عملية تطور الحضارة منذ المشاعة الزراعية المبكرة القديمة، وحتى المنظومة المعقدة ذات الطابع الديني، ففي ذلك الوقت كان هناك مركز عبادة ذو برج مدرج أقيم على غرار الزقورات السومرية، كما شهدت السنوات الأخيرة اكتشافات هامة في أراضي أوزبكستان أيضًا حيث إن بعثة معهد حمزة لتاريخ الفن طشقندة قد ساهمت بقسط كبير في دراسة تاريخ هذه المنطقة، وضمن الاكتشافات الجديدة يمكن الإشارة إلى المعبد البوذي الثاني الذي يقع داخل المدينة.
- لقد أطلق المؤرخون الإغريق على بالكتريا التي كانت تضم شمال أفغانستان وجزءا من منطقة سرحان داريكا أوزبكستان، وكذلك جنوب طاجيكستان -اسم بلد الألف مدينة، وخلال عشرة مواسم حفرية تم بصورة كاملة الكشف عن المعبد الذي يمثل تصميمه مخططا كلاسيكيا متطورا لمعبد النار الشرقي، وتتصل بإيوان المعبد من الشمال والجنوب حجرات خزانات للنار المقدسة وكانت تملأ بالرماد والفحم، وقد ساعد اكتشافه على توضيح الجوانب المبهمة أو المفاهيم الخاطئة حول التراكيب الهندسية لبعض معابد النار، وإن الكتابات اليونانية القديمة المنقوشة على أحد مذابح المعبد العديدة لتشير إلى أن المعبد كان يحمل اسم إله وكسوس الذي كان يقع على ضفته، وعلى مذبح آخر بقيت في صورة واضحة حروف يونانية، واستنادا إلى كمية كبير من المعطيات الميدانية تسنى للعلماء أن يبرزوا على نحو واضح دور التقاليد المحلية في نشوء الحضارة الهلينية البالكترية وإبراز شتى جوانب العلاقات بين شعوب هذه المنطقة ومختلف مناطق الحضارات القديمة الممتدة من الهند إلى البحر الأبيض المتوسط.
وهكذا تبدو بوضوح تام العناصر المكونة للفن اليوناني البالكتري في ضوء المواد الأثرية المكتشفة في معبد أوكسوس التي تضم تقدمات الأهالي والسلاح والأدوات المستخدمة في الطقوس الدينية، وهي العنصر الشرقي الأصلي والعنصر الهليني.