للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثيودورا، وكانت الحكومة البزنطية تمده بالمال لقاء حمايتها للحدود السورية، وكانت تسبغ عليه لقب ملك بصفة رسمية، وحدث في هذه الزيارة أن طلب الإذن لبعض الأساقفة فأجيب إلى طلبه.

فأعطى لبصرى يعقوب البرادعي.

وللرها: ثيودور

وأصبح أصحاب الطبيعة الواحدة مجتهدين، وموفقين في نشاطهم التبشيري، وكانوا يجوبون الصحارى في حمى قبيلة غسان العربية.

قال النابغة الذبياني في وصف آل غسان:

محلتهم ذات الإله ودينهم ... قويم فما يرجون غير العواقب

رقاق النعال طيب حجزاتهم ... يحيَّون بالريحان يوم السباسب١

يقول فيليب حتى: "وفي أيام البعثة المحمدية كان معظم هذه القبائل من المسيحيين، وكانت الأديرة، والصوامع، منتشرة في الوادي كله، وقد كان رهبان النساطرة ينتشرون من هذا المركز العام، فيجوبون خلال بلاد العرب كلها، ويزورون الأسواق الكبرى، ويعظون من يصيخون إليهم السمع، وقد جاء في السيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قد ذهب إلى سورية في شبابه، والتقى بالقرب من بصرى براهب يدعى نسطورا.

ثم يقول فيليب حتى: وأصبحت بصرى التي بنيت كاتدرائيتها في عام ٥١٢ العاصمة الدينية في المنطقة، كما اشتهرت كمركز تجاري كبير، وتقول المرويات الإسلامية أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم مَرَّ بها هو وقافلته.

ويضيف "حتى" قائلا:

وهناك اطلع على كثير مما عرفه عن المسيحية.

ويقول حتى:

وقبل أن يزول الغساسنة نقلوا بعض الأفكار المسيحية التي كان لها تأثير مع بعض أفكار أخرى على الإسلام.


١ محلتهم: مسكنهم. ذات الإله: بيت المقدس.
ويروى: مجلتهم، قال القتيبي: تقديره: كتابهم كتاب الله وكانوا نصارى وكتابهم الإنجيل. يوم السباسب: يوم الشعانين لأحد السابق لأحد الفصح عند النصارى. ديوان النابغة الذبياني ص١٢ دار صادر.

<<  <   >  >>