ووقع في سيرة الزهري: بحيرا كان حبرا من يهود تيماء.
وفي المسعودي: أنه كان من عبد القيس واسمه سرجيس، تلك رواية بحيرا.
ثانيا- رواية نسطورا الراهب:
رآه الراهب تحت ظل شجرة، وهو في رحلته بتجارة خديجة إلى الشام.
وتذكر الرواية: أنه ليس بحيرا الراهب؛ لأن هذه الرواية كانت بعد العشر.
الروايتان تفيدان معا:
التقاءهما بالرسول صلى الله عليه وسلم، وهو في رحلة تجارية مع قبائل قريش، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يجالسهما، وإنما تكلم في شأن مستقبله مع شيخ الركب، وأنهما نصحا بعودته خوفا عليه من الروم أو اليهود، ولم يقترحا استبقاءه معهما حتى عودة القافلة من رحلتها، فالمسيحية الأولى: قامت بالدور التبشيري لمستقبل رسالة الإسلام ونبيه. وهذا ما تقرره الروايتان: أنهما لم يتحدثا إليه، لا من قريب ولا من بعيد في شأن تعلمه.
وعلى احتمال أنه تعلم منهما واستمع إليهما، فأي شيء تعلمه منهما؟
وعقيدة أي مذهب تعلم؟ هل العقيدة النسطورية؟ أو عقيدة مذهب الطبيعة الواحدة، وكلاهما كان منتشرا في تلك المنطقة؟ ثم ما المدة الزمنية التي تكفي لإحاطته بالمسيحية؟
بعض المستشرقين يرى أن وراء هذه الروايات دورا تاريخيا في صلة الرسول بالمسيحية، ومثل هذه الآراء وجدت من بحوث المستشرقين ما ناهضها، وناقضها، ووفق مناهج بحوثهم أثبتوا تفاهتها من عدة أمور منها:
- عدم تعرض القرآن لمشكلات المسيحية.
- تناقض ما جاء في القرآن عنها مع شعراء العرب المعاصرين للنبي -صلى الله عليه وسلم- وقد ثبت من تحرير شعرهم أنهم كانوا على صلة بالمسيحية: كأعشى قيس شاعر