للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

برع الإييلاثيون في استخدام هذه الكتابة إلى حد لا يقل عن السومريين والأكاديين ذاتهم، وكان شعب إييلا يعبد آلهة متعددة، وكان مجمع الأرباب يضم الآلهة الكنعانية القديمة مثل بعل وكيموش، وتذكر لوحات الأرشيف في إييلا حوالي ٥٠٠ من مختلف الأرباب، ويبدو أن "دجن" كان أهم رب عندهم والذي ظل يتصدر لائحة مجمع الأرباب الكنعانية، ويعني اسم "دجن": الغيمة أو المطر، أما زييش إله الشمس فكان شأنه شأن إله الرعد حدد عدا، والإلهان كورا وكاكاب كانا يظهران بصفة شاهد وكفيل لدى توقيع المعاهدات وعقدها، والإله كاشارو، والإله الكنعاني المشترك بعل، وهناك إلهان: رب الأنهار، وكانوا يعتبرون الرب دابر حاميا لمدينتهم، وهو الرب الذي يرد ذكره في التوراة، ولكن ليس كإله وإنما بمعنى "وياء الإله عقابه" من هنا يظهر أن العديد من الظواهر الحضارية والتاريخية التي عرفتها سورة وفلسطين إلى حضارات النيل والفرات مما يشكل معنى التزاوج الحضاري، ولا سيما وحدته الدينية.

١٢- بابل:

- وإن السمة الأساسية لبابل كما يرى "دنداماييل" كانت تكمن في عدم غرس روح التعصب الديني تجاه معتقدات الشعوب الأخرى، وكان الغرباء المقيمون في بابل يتخذون أسماء بابلية مركبة تتضمن أسماء الآلهة مثل: ندنتو بعل هبة الرب بعل، وبعل ابن مخلوق الرب بعل، وقد كان البابليون يسمون أولادهم بأسماء مركبة من أسماء آلهة الشعوب مثل: متريدات عطية الرب مترا، نسبة إلى اسم الرب الإيراني، وإلى جانب ذلك فإن الشرق القديم لم يعرف الخلافات والصراعات القائمة على أساس ديني أو الحقد العرقي أو الشعور بتفوق شعب على شعوب أخرى، وكان الغرباء يندمجون بسهولة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية لوطنهم الجديد، وكان ذلك مثار إعجاب المؤرخ اليوناني هيرودت، فعلى سبيل المثال كان السورميون والأكاديون؛ وهما شعبان مختلفان من النواحي العرقية واللغوية والحضارية يعيشان جنبا إلى جنب في سلام في منطقة واحدة، وعلى قرون عديدة

<<  <   >  >>