للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا نجد لدينا ما يرجح الاحتمال الثاني؛ لأن الكلمة مجهول نسبها إلى لغة معينة فيبقى الاحتمال الأول: وهو أنها نقلت إلى الجزيرة العربية، وأصبحت من الكلمات المشتركة بين اللغتين واللسانين العربي وغير العربي وذلك جائز.

وهناك احتمال ثالث وهو أن للكلمة وضع عربي، وأصبحت علما على مذهب غير عربي، وهذا ما نراه قريبا إلى الصواب.

ومما وصل إليه بحثنا عن أصل الكلمة أننا لم نجد لها أو حولها بيتا من الشعر، تناول معتنق هذا المذهب مدحا أو قدحا -قوي النسبة لشاعر أو منحول إليه- وهذا يجعلنا نميل إلى أن هذا اللفظ أطلقه القرآن اصطلاحا على مقابل من خالف وثنية الجاهلية الأولى وليس من أهل الكتاب.

يقول الألوسي: اختلف في اللفظ:

- فقيل: غير عربي.

- وقيل: عربي١.

ثم يترك الألوسي نقله "غير عربي" على عمومه من غير تعقيب يبين فيه أصل هذه الكلمة: أفارسي أم هندي أم سرياني، أعرض عن هذا ثم راح يبين اشتقاقها العربي٢ فقال:

- صبا معتلا بمعنى مال. قال الشاعر:

إلى هند صبا قلبي ... وهند مثلها يُصبِي

- وصبأت النجوم: إذا طلعت.

يقول ابن منظور: عنوا: أنه خرج من دين إلى دين، ونقل عن ابن إسحاق الزجاج قوله في الصابئين: معناه: الخارجون عن دين إلى دين.


١ روح المعاني "١: ٢٣١" للألوسي المتوفي سنة ١٢٧٠.
٢ لسان العرب ابن منظور "١٠٨.١" يقول ابن منظور: يزعمون أنهم على دين نوح وهم كاذبون.

<<  <   >  >>