للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نقول: ربما هذا ما قصده المؤلف، أي أن الشبه بين المسلمين والصابئين هو الذي سوغ للمشركين أن يطلقوا على المسلمين صابئة بينما لو لاحظ -المؤلف- الآيات الثلاث التي تناولت الصابئين لم تعفهم من الدعوة إلى الإيمان والعمل الصالح وفي الأخرى تناولتهم بالإنذار الشديد من الله فلم يهادنهم الرسول، ولم يصطنع معهم دون غيرهم لينا في القول، إنما كان موقفه يتسم بالوضوح والحسم مع سائر الأديان، ولم يؤثر أن ادعي عليه أنه افتراه من الصابئة أو ادعت عليه الصابئة هذه الفرية.

أما من جهة إطلاق المشركين على المسلمين: صابئة، فإن هذا كما بينا كان من باب وصفهم بأنهم خرجوا على دين الجماعة الرسمي ومألوف عقائدها.

يقول الألوسي: وأهل دين هؤلاء فيما زعموا أنهم يأخذون محاسن ديانات العالم ومذاهبهم ويخرجون من قبيح ما هم عليه قولا وعملا؛ فقد خرجوا عن تقييدهم بجملة كل دين وتفصيله إلا ما رأوه فيه من الحق١.

قال ابن كثير: وأظهر الأقوال: قول مجاهد ومتابعيه ووهب بن منبه: أنهم قوم ليسوا على دين اليهود ولا النصارى ولا المجوس ولا المشركين إنما هم قوم باقون على فطرتهم ولا دين مقررا لهم يتبعونه ويتفهمونه.

ولذا كان المشركون ينبذون من أسلم: بالصابئ، أي: أنه قد خرج من سائر الأديان، وأديان أهل الأرض إذ ذاك٢.


١ بلوغ الأرب "٢/ ٢٥٢" الألوسي.
٢ تفسير ابن كثير "١: ١٠٣".

<<  <   >  >>