للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأبيض المتوسط والشرق الأدنى والأوسط والهند وشمال شرق إفريقيا في العصور القديمة، وكذلك في القرون الوسطى جزئيا، مثل هذه الصلات كانت عاملا هامًّا من عوامل الحياة الاقتصادية والثقافية خلال العصور القديمة والوسطى التي أعطت زخما لعملية التقدم العام، وأخيرًا فإن الجزئين الشمالي الشرقي والجنوبي الغربي من الجزيرة العربية لم يقعا على مفترق الصلات التجارية الدولية فحسب بل كانا -ومنذ أوائل العصر الحجري- حلقة وصل تارة ونقطة انطلاق تارة أخرى لحركات النزوح الكبيرة التي حددت في نهاية المطاف الملامح العامة للخارطة الحضارية واللغوية للشرق الأدنى والبلدان المتاخمة له، ولقد أسفرت الكشوف البحرينية: معبد مكرس لإلهة الخصب عشترم، ومعبد آخر لإله الشمس، ومعبد لإلهة الأمومة والحب، وتشير بعض النقوش إلى أن التقرب للآلهة تجزى وفاء النذر أو توسلا لغفران الذنوب المقترفة، وهذه النقوش تسمى "المسند"، وتعتبر مصدرا هاما جدًّا لمن يشتغل في تاريخ ولغة وحضارة جنوب الجزيرة العربية، وهي المادة الأساسية اللازمة لإعادة السند التاريخي لهذه المنطقة، ويرى علماء الآثار أن هناك تقاربًا بين لغة أقدم نصوص الكتاب المقدس للفرس القدامى أفيستا، والكتاب المقدس للهنود القدامى الفيدا، وكذلك بين ديانتيهما من حيث: التصورات، الجنة والنار، ومصطلحات الطقوس، وتقديم النبيذ للآلهة، والمشعل، والمذبح، والخلود، وعبادة الآلهة، والالتزام ... يذهب فان وديل -وهو من أوائل الذين عملوا في فك الرموز- إلى أن السومريين والآراميين في عصر الفيدي هم شعب واحد على أساس أنه قرأ أسماء الآلهة السومرية وأبطال ملاحم هندية من خلال ما عثر عليه من أصول سومرية لكلمات من مختلف اللغات الهنداوريين اليونانية والسنسكريتية والهندوسية.

<<  <   >  >>