للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- وظلمة.

وأن النور كان في الأصل: أعلى العلو، نورًا خالصًا.

وأن الظلمة كانت أسفل السفل. وظلمة خالصة.

غير مما سبق على مثال الظل والشمس فامتزجا فكان من امتزاجهما هذا العالم بما فيه.

هذا الذي يجمع أصل عقائدهم.

ثم اختلفوا بعد ذلك: فزعم "ابن ديصان" أن النور خالق الخير، والظلمة خالقة الشر، بعد قوله بأن: النور حيٌّ حساس، والظلمة موات؛ فكيف يصح الفعل من الموات؟

ولما رأى من فنون ما لحق المانوية، والديصانية من التناقض والفساد أحدث مذهبا زعم أن الكونين: النور والظلمة قديمان، ومعهما شيء قديم ثالث؛ وهو الذى حمل الكونين على المشابكة والامتزاج، ولولا ذلك المعدل بينهما لما كان من جوهرهما إلا التباين والتنافر.

وزعم "كنان" أن أصل القديم ثلاثة أشياء: الأرض، والماء، والنار، غير أن المدبر لها اثنان: خير، وشر.

وأما الحرانية: فمختلف عندهم في الحكاية؛ زعم أحمد بن الطيب في رسالة له يذكر فيها مذاهبهم أن القوم مجمعون على أن العالم علة، لم يزل.

ويقولون: المدبرات سبع واثنا عشر، ويقولون: في الهيولي والعدم، والصورة، والزمان، والمكان، والحركة، والقوة.

يقول "أرسطاطاليس": في كتاب سمع الكبا. وزعم "زرقان" أنهم يقولون مثل قول المانية، وقال بعضهم: إن مذهب الحرانية ناموس مذهب الفلاسفة، وما لم يكن يجرؤ أحد أن يظهر خلافهم.

<<  <   >  >>