للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالمناظرة حوت الكثير من المصطلحات المختلفة من حيث الزمن والمكان ومن حيث الألوان الكفرية ففيها الفلسفي القديم والوسيط والديني الإسلامي وغيره والعربي وغير العربي.

وهذا مما يجعلنا نميل إلى أنها ثقافة شهرستانية -صياغة وفكرًا، ويصبح الاعتماد عليها؛ لبيان أصولها الفكرية مقدوحًا فيه؛ لتصرف الشهرستاني فيها، ولقد صرح بهذا التصرف فقال: وقد جرت مناظراته ومحاوراته بين الصابئة والحنفاء في المفاضلة بين الروحاني المحض والبشرية النبوية.

"ونحن أردنا أن نوردها على شكل سؤال وجواب".

هذا فضلا عما يظهر فيها من التكلف المنطقي الذي يجانب الفكر الشرقي القديم.

ثانيا: ومما يلاحظ -وهو شيء غريب- أن المناظرة خالية من النصوص القديمة التي تمثل صحف إبراهيم، وإن كانت اعتمدت على الجدل المنطقي. فاستوفاها الشهرستاني من كل شيء عدا نصوص من صحف إبراهيم.

ثالثا: لم يذكر الشهرستاني من صاحبها ولا تاريخ نشأتها ولا مكانها وفي المناظرة ما يفيد -من خلال كلام الصابئة أنفسهم وبتصريحهم- أنها تنتسب إلى "هرمس" و "عاذيمون".

غير أن الشهرستاني وحده -أي: على لسانه هو دون لسان الحنفاء- استبعد أن يكون هرمس من الصابئة، وهذا تصرف جريء لا يقدر عليه إلا إذا كانت المحاورة من تأليفاته.

رابعًا: وفي المناظرة فكر يخدم الفكر الإنساني من حيث النظرة العامة وفيها: ما لا ينفع الحنفاء؛ حيث إنهم ورثة إبراهيم بل يناقض مذهبهم.

وهذا وقع فيه الشهرستاني وهو يصوغ فكره معتمدًا على أسلوبه الفلسفي دون الرجوع إلى مستندهم الحقيقي.

<<  <   >  >>