بدأ "بروسوس" تاريخه بالخليقة حتى أيامه، فأخذ بعدد في مؤلفه عدد الدول قبل الطوفان، ودول ما بعد الطوفان حتى دولة العرب العماليق عدد ملوكها ٩ وسني حكمًا ٢٤٥ سنة.
يقول جورجي زيدان: فهذا القول على اختصار يوافق خلاصة ما وصلنا إليه بعد النظر في ما اكتشفه العلماء في بابل وآشور من النقوش، أو قرأوه في كتب اليونان وغيرهم١.
أما مصر فقد نزح الساميون إليها من عهد قديم جدًّا، ويؤخذ من الاكتشافات الأثرية الأخيرة، أن العصر الحديدي بمصر يبدأ بدخول الساميين إليها، وأن المصريين قبل دخول الساميين لم يكونوا يعرفون الآلات الحديدية، فأتاهم الساميون بالحدادة في أقدم أزمنة التاريخ المصري، ولعلهم حملوا إليهم ذلك من وادي الفرات عن تمدن سومري الأصل اكتسبه الساميون بالمجاورة قبل فتح بابل وحملوه إلى مصر، ومما يستند به الأثريون على أقدم نزوح الساميين إلى مصر أن أقدم آلهة المصريين "فتاح" سامي الأصل.
جاء الساميون مصر من الشرق؛ إما بطريق برزخ السويس أو بالبحر الأحمر، ولذلك ما برح المصريون منذ القدم يسمون بلاد العرب "الأرض المقدسة" أو "أرض الآلهة".
وبعد عرض هذه المعلومات عن العرب البائدة -ينتقل النسابون العرب للحديث عن الجدين اللذين ينحدر منهما العرب وهما "قحطان وعدنان"، وبما أن جميع الناس ينحدرون من آدم فإنه لا بد من وجود قرابة -ولو بعيدة- بين هذين الجدين؛ ومسألة القرابة بين قحطان وعدنان تتوقف على ما إذا كان قحطان هذا من نسل إسماعيل الذي هو جد عدنان، وتكاد تجمع كلمة النسابين على أن قحطان هذا ليس من نسل إسماعيل، ويعيدون نسبه إلى سام بن نوح عليه السلام.