للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البئر قوله: ثم جلسوا يأكلون، ورفعوا عيونهم ونظروا فإذا بقافلة من الإسماعيليين مقبلة من جلعاد وجمالهم محملة نكعة وبلسانا ولاذنا وهم سائرون؛ لينزلوا إلى مصر١.

وكان ذلك في القرن الثامن عشر قبل الميلاد، وكان الإسماعيليون يحملون التجارة إلى مصر، وهم الذين اشتروا يوسف وباعوه في مصر، ثم جاء ذكرهم في سفر القضاة٢ بعد ذلك الحين بخمسة قرون وهم يحاربون الإسرائيليين، ويسمون هناك تارة "بني المشرق" وطورا "الإسماعيليين" وبعد ذلك بخمسة قرون أخر ذكر أولئك العرب في سفر "أشعياء باسم قيدار" وهو في التوراة: ابن إسماعيل فيراد باسمه قبيلة الإسماعيلية على الأقل، وهو يتنبأ بقرب زوال مجدهم٣.

وأصبح الإسماعيلية في عرف التوراة من ذلك الحين قبيلتين قيدار ونبيت، وظن بعضهم أن المراد بالنبيت أو الضبط الأنباط أصحاب بطرا. وبعد أشعيا بقرن وبعض القرن في: القرن السادس ق. م. "جاء نبوخذ نصر" الذي يسميه العرب بختنصر، واكتسح شمال جزيرة العرب، وغلب على الإسماعيلية أو بني قيدار أو بني المشرق في البادية.

وكانت العرب العدنانية بادية أقامت في تهامة والحجاز ونجد إلا قريشا، فقد تحضروا في مكة، وتقسم العدنانية إلى "عك"، و"مضر" أما "عك" فنزلت في نواحي زيدة وجنوب تهامة، وقد ذكرها اليونان في كتبهم فسموها Acchitae وليس لهم تاريخ يذكر.

أما معد فهو البطن العظيم ومن تناسل عقب عدنان كلهم، وإذا قال العرب: "معد" يريدون القبيلة لا الرجل، وانقسمت إلى فرعين كبيرين: "نزار"، "قنص" الكثرة والنسل في نزار وهم عدة فروع؛ أشهرها خمسة: قضاعة، ومضر، وربيعة، وإياد، وأنمار، وكانت لهم منازل في تهامة والحجاز ونجد٤.


١ سفر التكوين: ٣٧ عدد٢٥.
٢ القضاة ص٦ عدد ٢٣، ٧، ٣٣.
٣ أشعيا ص٢١ عدد ١٦، ١٧.
٤ البكري ص١٣.

<<  <   >  >>