رواه ابنُ إسحاقَ، عن محمدِ بنِ إبراهيمَ بنِ الحارثِ، عن ابنِ المسيبِ.
قال: حدثني من لا أتهمُ، عن عمرَ - فذكره.
والوجهُ الثاني: أنه يُكْرَه، إلا أن يقولَ مع ذلك: "برحمةِ اللهِ عزَّ وجلَّ ".
وهو قولُ أبي الحسن الآمديِّ مِن أصحابِنا.
واستدلَّ للأول بما ذكرَ مالكٌ في "الموطإِ"، أنه بلغَه، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كانَ يقولُ: "إذا نشأتْ بحريتها فَشَاءَمَتْ، فتلك عين غَدِيقة".
وهذا من البلاغاتِ لمالكٍ التي قيل: إنه لا يعرَفُ إسنادُها.
وقد ذكرَه الشافعى، عن إبراهيمَ بنِ محمدِ بنِ أبي يحيى، عنْ إسحاقَ
بنِ عبدِ اللَّهِ، عنِ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - - مرسلاً -، قال: "إذا نشأتْ بَحْرِيَّة، ثم استحالتْ شاميةً، فهو أمطرُ لها".
قال ابنُ عبدِ البر: ابنُ أبي يحيى، مطعون عليه متروكٌ.
وإسحاقُ، هو: ابن أبي فروةَ، ضعيفٌ - أيضًا - متروكٌ.
وهذا لا يَحتَجُ به أحدٌ من أهل العلم.
قلت: وقد خرَّجَه ابنُ أبي الدنيا من طريقِ الواقديِّ: نَا عبدُ الحكيم بنُ
عبدِ اللَّهِ بن أبي فروةَ: سمعتُ عوفَ بنَ الحارثِ: سمعتُ عائشةَ تقولُ:
سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ:
" إذا أنشاتِ السحابةُ بحرية، ثم تشاءَمت، فتلك عين "
أو قالَ: "عام غديقة ".
يعني: مطرًا كثيرًا.