وقولُه - صلى الله عليه وسلم -:، فأكون أولَ من يجوزُ بأمَّتِه حتى يقطع الجسرَ بأمَّتِه.
وروي:"يجيزُ"، وهما لغتان، يقال: جُزتُ الوادِي وأجزتُه، وهما
بمعنىً.
وعن الأصمعى، قال: أجزته: قطعتُه، وجزته: مشيتُ عليه.
وقولُه:"منهم الموبَقُ بعملِه" أي: الهالك.
وقولُه:"ومنهم المخردلُ"، هو بالدالِ المهملةِ والمعجمةِ -: لغتانِ مشهورتانِ، والمعنى: المقطَّعُ، والمراد - واللَّه أعلم -: أن منهم من يهلكُ فيقعُ في النارِ، ومنهم من تقطعه الكلاليب التي على جسرِ جهنَّم، ثم لا ينجوُ ولا يقع في النارِ.
وقيل: معناه أنه ينقطعُ عن النجاةِ واللحاقِ بالناجينِ.
والمقصودُ من تخريج الحديثِ بطولهِ في هذا البابِ: أنَّ أهلَ
التوحيدِ لا تأكل النار منهم مواضعَ سجودِهِم، وذلك دليلٌ على فضلِ
السجودِ عندَ اللهِ وعظمتِهِ، حيث حرَم على النارِ أن تأكل مواضعَ سجودِ أهلِ التوحيدِ.
واستدل بذلك بعضُ من يقول: إنَّ تارك الصلاةِ كافرٌ، فإنَه تأكلُه النارُ
كلَّه، فلا يبقى حالُه حالَ عصاةِ الموحدينَ.
وهذا فيمَنْ لم يصل للهِ صلاةً قطُّ ظاهرٌ.
وقولُه:"امتُحِشوا" أي: احترقوا، وضُبطت هذه الكلمة بفتح التاءِ والحاءِ.