على هذهِ النعمةِ، كَمَا صَلَّى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يومَ فتح مكةَ ثماني ركعاتٍ، وكذلكَ صَلَّى سعد يومَ فتح المدائنِ، وكانتْ تُسَمَّى: صلاةُ الفتح.
وقد بلَّغ رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رسالاتِ ربِّه، وعلَّمَ أمتَهُ مناسكَهُم وعباداتِهم، وتركَهُم على البيضاءِ، ليلُها كنهارِهَا، ولم يبقَ لهُ من الدُّنيا حاجةً، فحينئذ تهيّأ للنَّقلةِ إلى الآخرةِ فإنَّها خير لَهُ مِنَ الأُولى، ولهذَا نزلتْ:(الْيَومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكمْ) بِعَرَفةَ.
وعلَّمَ الأمةَ مناسِكَهُم، وقالَ لَهُم:"لَعَلِّي لا أراكم بَعْدَ عامِي هَذا".