فهذا مشهور عن الحسنِ، صحيحٌ عنه.
والعجبُ من قولِه في هذا: "ويُذْكَرُ".
وفي قولِهِ في الذي قبلَهُ:
"وقالَ ابنُ أبي مليكةَ" جزمًا.
قال الإمامُ أحمدُ في "كتاب الإيمانِ " له: حدثنا مؤمل، قال: سمعتُ
حمَّادَ بنَ زيد، قال: ثنا أيوبُ، قال: سمعتُ الحسنَ يقولُ: واللَّهِ، ما أصبحَ
على وجهِ الأرض مؤمن، ولا أمسَى على وجهها مؤمن، إلا وهو يخافُ
النفاقَ على نفسه، وما أمِنَ النفاقَ إلا منافق.
حدثنا روحُ بنُ عبادةَ، قالَ: ثنا هشام، قالَ: سمعتُ الحسنَ يقولُ: واللَّهِ.
ما مضى مؤمن ولا بقي إلا يخافُ النفاقَ، ولا أمِنَهُ إلا منافق.
وروى جعفرُ الفريابيُّ في "كتاب صفة المنافقِ " من حديثِ جعفرِ بنِ
سليمانَ، عن معلَّى بنِ زيادٍ، قال: سمعتُ الحسنَ يحلفُ في هذا المسجدِ
باللَّهِ الذي لا إله إلا هو، ما مضى مؤمن قطُّ ولا بقي إلا وهو من النفاقِ
مشفقٌ، ولا مضى منافق قطُّ ولا بقيَ إلا وهو منَ النفاقِ آمِن.
قال: وكانَ يقولُ: من لم يخفِ النفاقَ فهو منافقٌ.
وعن حبيبِ بنِ الشهيدِ، عنِ الحسنِ، قال: إنَّ القومَ لما رأوْا هذا النفاقَ
يغُولُ الإيمانَ لم يكن لهم همّ غيرَ النفاقِ.
والرواياتُ في هذا المعنى عن الحسنِ كثيرةٌ.
وقولُ البخاريِّ بعدَ ذلكَ: "وما يحذرُ من الإصرارِ على النفاقِ والعصيانِ