للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر العقيليُّ أنه لا يُحفظُ إلا من حديثِ طلحةَ.

ويعارِضُ هذا ما خرَّجه مسلمٌ، من حديثِ أبي السليلِ، عن أبي

حسانَ، قال: قلتُ لأبي هريرةَ: إنه قد مات لي ابنتانِ، فما أنتَ محدِّثي عن

رسولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بحديثٍ تطيبُ به أنفسنَا عن موتانَا، قال: نعم، صغارُهم دعاميصُ أهلِ الجنة، يتلقَّى أحدُهم أباه - أو قالَ أبويه - فيأخذُ بثوبِهِ، أو قال بيدهِ - كما آخذُ أنا بصنفةِ ثوبِكَ هذا فلا يتباهى أو قال: فلا ينتهي حتَّى يدخلَه اللَّهُ وأباهُ الجنةَ".

وفي "الصحيحينِ " عن أنسٍ رضيَ اللَّه عنه، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "ما من الناسِ مسلم يموتُ له ثلاثة من الولدِ لم يبلغوا الحِنْثَ إلا أدخلَهُ اللَّهُ الجنةَ بفضلِ رحمتِهِ إياهُم ".

ولهذا قالَ الإمامُ أحمدُ: "هو يُرجى لأبويه، فكيف يُشكُّ فيه؟ "

يعني أنه يُرجى لأبويه بسببه دخول الجنةِ.

ولعلَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - نهى أولاً عن الشهادةِ لأطفال المسلمينَ بالجنةِ قبل أن يطلع على ذلك، لأن الشهادةَ على ذلك تحتاجُ إلى علم به، ثم اطلعَ على ذلك فأخبرَ بهِ، واللَّهُ أعلمُ.

القسم الثاني: أهل التكليف من المؤمنين سوى الشهداء:

وقد اختلفَ العلماءُ فيه قدِيمًا وحديثًا والمنصوصُ عن الإمامِ أحمدَ: أنَّ

أرواحَ المؤمنينَ في الجنةِ، ذكرَ ذلك الخلال في كتابِ "السنةِ" عن غيرِ واحدٍ

عن حنبلٍ، قال: سمعتُ أبا عبدِ اللَّهِ يقول: أرواحُ الكفارِ في النارِ، وأرواحُ

<<  <  ج: ص:  >  >>