فكُنْ مستعدًا لداعِي الفنا. . . فكُلُّ الذي هو آتٍ قريبُ
ألسْنا نَرَى شهواتِ النُفوسِ. . . تفْنَى وتبقى علينا الذُّنوبُ
يخافُ على نفسِهِ من يتوبُ. . . فكيفَ يكنْ حالُ من لا يتوبُ
فإن نزلَ المرضُ بالعبدِ فتأخيرُهُ للتوبةِ حينئذٍ أقبحُ من كلِّ قبيع، فإنَّ المرضَ
نذيرُ الموتِ، وينبغي لمن عادَ مريضًا أن يذكره التوبةَ والاستغفارَ، فلا أحسنَ
من ختامِ العملِ بالتوبةِ والاستغفارِ، فإنْ كان العملُ سيئًا كان كفَّارةً له، وإنْ
كان حسنًا كان كالطابَع عليه.
وفي حديث "سيد الاستغفارِ" المخرَّج في "الصحيح " أنَّ من قاله إذا
أصبح وإذا أمسَى، ثم ماتَ من يومِهِ أو ليلتِهِ، كان من أهلِ الجنةِ، وليُكْثِرْ
في مرضِهِ من ذكر اللَّهِ عزَّ وجلَّ، خصوصًا كلمةَ التوحيدِ، فإنَّه من كانتْ
آخِرَ كلامِهِ دخل الجنة.
وفي حديثِ أبي سعيد وأبي هريرةَ، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنه: "من قالَ في مرضِهِ: لا إله إلا اللَّهُ، اللَّهُ أكبرُ، لا إله إلا اللَّهُ وحده لا شريكَ لهُ، له الملك وله الحمدُ، لا إله إلا اللَّهُ، ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللَّهِ، فإنْ مات من مرضه لم تطعَمْهُ النار".
خرَّجه النسائي وابنُ ماجةَ والترمذيُّ وحسَّنه.
وفي روايةٍ للنسائي: "من قالَهُنَّ في يومٍ أو في ليلةٍ أو في شهرٍ، ثم ماتَ في
ذلك اليومِ أو في تلك الليلةِ، أو في ذلك الشهرِ، غُفِرَ له ذنبُه ".
ويُروى من حديثِ حذيفةَ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال:
"من خُتم له بقولِ لا إله إلا اللَّهُ دخلَ الجنة، ومن خُتِمَ له