على جهنَّم، ثم يرفعُ رأسَهُ إلى اللَهِ عزَّ وجلَّ، فإنْ قالَ له: ألقِهِ ألقاهُ في مَهوى أربعينَ خرِيفًا"
خرَّجه الإمامُ أحمدُ.
وروى عبدُ اللَّهِ بنُ الوليدِ الوصافيُّ، حدثنا عبدُ اللَّهِ بنُ عبيدِ بنِ عميرٍ عن
أبيه، قال: قال رسول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -:
"يجاءُ بالوالي يومَ القيامةِ فينبذُ على جسرِ جهنمَ فيرتجّ ذلك الجسرُ به ارتجاجة لا يبقى منه مفصلٌ إلا زالَ عن مكانِهِ، فإن كان مُطيعًا للَّهِ
في عملهِ مَضَوا به، وإنْ كانَ عاصيًا للَّهِ في عملهِ انخرقَ به الجسرُ، فيهوِي في جهنَّم مقدارَ خمسينَ عامًا"
فقال له عمرُ: من يطلبُ العملَ بعدَ هذا؟
قال أبو ذرٍّ: من سلتَ الله أنفه وألصق خدَّه بالترابِ، فجاء أبو الدرداءِ فقال له عمرُ: يا أبا الدرداءِ هلْ سمعتَ من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - حديثًا حدَّثني به أبو ذرٍّ، قالَ: فأخبره
أبو ذرٍّ فقال: نعمْ ومع الخمسينَ خمسونَ عامًا يهوِي به إلى النارِ، الوصافيُّ
لا يحفظُ الحديثَ، كان شيخًا صالحًا رحمه اللَّهُ.
وروى سويدُ بنُ عبدِ العزيزِ وفيه ضعفٌ شديدٌ عن سيار عن أبي وائلٍ أنَّ
أبا ذرٍّ قال لعمرَ: سمعتُ رسول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول فذكرَ معناه، وفي حديثه:
"وإنْ كان مسيئًا انخرقَ به الجسرُ فهوَى في قعرِهَا سبعينَ خرِيفا".
وفي موعظة الأوزاعيِّ للمنصورِ، قال: أخبرَني يزيدُ بنُ جابر، عن عبدِ
الرحمنِ بنِ أبي عمرةَ الأنصاريِّ أن أبا ذرٍّ وسلمانَ قالا لعمر:
سمعنا سول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ، فذكراه بمعناهُ.
وقال: (هَوَى به في النارِ سبعينَ خرِيفًا".
وفي "الصحيحين " عن أبي هريرةَ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ العبدَ ليتكلَّمُ بالكلمةِ ما يتبينُ فيها، يزلَُّ بها في النارِ أبعدَ ما بين المشرقِ والمغربِ ".