للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلتُ: قولُه: "ويسلَّطُ عليه دابَّةٌ.. " إلى آخره.

وقد رُوي من وجهٍ آخرَ عن ابن المنكدرِ، أنه بلغه ذلكَ، فلعلَّه مُدْرَجٌ في الحديثِ.

وفي حديثِ زاذانَ، عن البراءِ بن عازبٍ، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وقد سبق ذكرُ بعضِهُ، قال في المؤمن: "ويأتيه رجلٌ حسنُ الوجهِ، حسنُ الثيابِ، طيبُ الريحِ، فيقولُ: أبْشِرْ بالذي يسرُكَ، هذا يومُك الذي كنتَ تُوعدُ. فيقولُ له: من أنت؟

فوجْهُكَ الوجهُ الذي يجيءُ بالخيرِ، فيقولُ: أنا عملُكَ الصالحُ، فيقولُ: ربِّ أقم الساعةَ حتَّى أرجعَ إلى أهلِي ومالِي ".

وقال في حقِّ الكافرِ: "ويأتيه رجلٌ قبيحُ الوجهِ، قبيحُ الثيابِ، منتنُ الريحِ، فيقولُ: أبْشِر بالذي يسوءُك، هذا يومُك الدْي كنتَ توعدُ، فيقولُ: ومن أنتَ؟ فوجهُك الوجهُ الذي يجيءُ بالشر، فيقولُ: أنا عملُكَ الخبيثُ، فيقولُ: ربِّ لا تقم الساعةَ"

خرَّجه الإمامُ أحمدُ وغيرُه.

وروى ابنُ أبي الدنيا، بإسنادِهِ عن أبي بكر بن عياشٍ، عن المقْبُريِّ، عن

أبيه، عن عائشة - رضي الله عنها -، قالتْ: إذا خرج سريرُ المؤمنِ، نادى: أنشدكُم اللَّهَ لما أسرعتُم بي، فإذا أُدخلَ قبره حفَّه عملُه، فتجيءُ الصلاةُ فتكونَ عن يمينِه، ويجيءُ الصومُ فيكون عن يساره، ويجيء عملُهُ بالمعروفِ فيكونُ عند رجليْه، فتقولُ الصلاةُ: ليس لكم قبلي مدخلٌ، كان يُصلِّي، فيأتونَ من قبل يساره، فيقولُ الصومُ: إنه كان يصومُ ويعطشُ، فلا يجدونَ موضِعًا، فيأتونَهُ من رجلَيْه، فتخاصِمُ عنه أعمالُهُ فلا يجدونَ مسْلكًا.

وبإسناده عن ثابت البُنانيِّ قالَ: إذا وُضِعَ الميتُ في قبرهِ احتوشَتْهُ أعمالُهُ

<<  <  ج: ص:  >  >>