ابنِ مُصرِّفٍ، عن أبي حازمٍ، عن أبي هريرةَ - يرفعُهُ قال: "يؤتَى الرجلُ من
قِبلِ رأسِهِ في قبر، فإذا أُتِيَ دفعه تلاوةُ القرآنِ، فإذا أُتيَ من قِبلِ يديه دفعتْهُ الصدقةُ، فإذا أُتي من قِبلِ رجليه دفعَه مشيُه إلى المساجد"، فذكره نحوه، كذا في هذه الرواية السابقة، إنَّ الذي يأتيه في قبر شيطانٌ.
وفي حديثِ الأعمشِ، عن المنهالِ، عن زاذان، قال: قلتُ للبراءِ: أمَلَكٌ
هو أم شيطان؟
قال: فغضب غضبًا شديدًا، ثم قال: نحن كنَّا أشدَّ هيبةً
لرسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - أن نسأله أملكٌ هو أم شيطانٌ؟
إنما نحدِّثكم ما سمعنَا.
وخرَّج الإمامُ أحمد، من حديثِ محمدِ بنِ المنكدرِ، قال: كانتْ
أسماءُ تحدِّثُ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال:
"إذا أدْخِلَ الإنسانُ في قبرِهِ فإن كانَ مؤمنًا أحفَّ به عملُهُ: الصلاةُ والصيامُ؟
قال: فيأتِيه الملكُ من نحوِ الصلاةِ فيردَّه ومن نحوِ الصيامِ
فيردُّه، فيناديه اجلسْ، فيجلسُ، فيقولُ: ما تقولُ في هذا الرجل؟ - يعني النبي - صلى الله عليه وسلم -؟
"قال: منْ؟
قال: محمدٌ - صلى الله عليه وسلم -.
قال: أشهدُ أنه رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: يقول له: وما
يدريك، أدركتَهُ؟
قال: يقول: إنَّه رسولُ اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، قال: يقولُ: على ذلك عشتَ، وعليه مِتَّ، وعليه تبعثُ.
قال: إنْ كان فاجرًا أو كافِرًا قال: جاءهُ الملَكُ ليسَ بينه وبينه شيء
يردُّه، فأجلسه قال: يقول: اجلسْ، ما تقولُ في هذا الرجلِ؟
قال: أي رجل؟
قال: محمد.
قال: يقولُ: واللَّهِ ما أدري، سمعتُ الناسَ يقولونَ شيئًا فقلتُه، قال: فيقولُ له الملَكُ: على ذلكَ عشتَ، وعليه مِتَّ، وعليه تبعثُ.
قال: يسلَّط عليه دابَّة في قبرِهِ، معها سوط ثمرتُهُ جمرة مثل غربِ البعيرِ، تضربُهُ ما شاء اللَّه، صمَّاء لا تسمعُ صوتَهُ فترحمُه ".