وقالَ: مَزمورُ الشيطانِ عندَ رسولِ اللَّه - صلى الله عليه وسلم -؟!
فقالَ رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "دعهُما، فإنها أيامُ عيدٍ".
فلم يُنكرْ قولَ أبي بكرٍ - رضي الله عنه -.
وإنّما علَّل الرخصةَ بكونهِ في يومِ عيدٍ؛ فدلَّ على أنَّه يُباح في أيامِ
السرورِ: كأيامِ العيدِ، وأيامِ الأفراح: كالأعراسِ وقدومِ الغُيَّابِ، ما لا يُباحُ في غيرِها من اللهوِ.
وإنما كانتْ دفوفُهم نحوَ الغرابيلِ وغناؤُهم بإنشادِ أشعارِ
الجاهليةِ في أيامِ حروبهِم وما أشبهَ ذلكَ.
فمن قاسَ على ذلكَ سماعَ أشعارِ الغزلِ مع الدفوفِ المصلصلةِ، فقدْ أخطأ
غايةَ الخطأ، وقاسَ مع ظهورِ الفرقِ بين الفرع والأصلِ.
وقال ابنُ مسعودٍ - رضي الله عنه -:
" الغناءُ يُنبتُ النفاقَ في القلبِ، كما ينبتُ الماءُ البقل ".
وقد رُوي عنه مرفوعًا.
خرَّجَه أبو داود في بعضِ نسخ السنن.
وخرَّجَه ابنُ أبي الدنيا والبيهقيُّ وغيرُهما.
وفي إسنادِ المرفوع من لا يُعرفُ، والموقوفُ أشبهُ.
وأما تحريمُ آلاتِ الملاهِي: فقد تقدَّم عن مجاهدٍ أنَّه أدخلَها في صوتِ
الشيطانِ المذكورِ في قولِ اللَّهِ تعالى: (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهم بِصَوْتِكَ) .
* * *