للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نقعدُ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فإذا بلغنَا الساعةَ التي يقومُ قمنا وتركناهُ حتى يقومَ "

خرَّجه ابنُ ماجَة، وغيره.

وكان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يعودُ المرضَى من مساكينِ أهلِ المدينةِ ويشيعُ جنائزهُم وكان

لا يأنفُ أن يمشِيَ مع الأرملةِ والمسكينِ حتى يقضيَ حاجتَهُما وعلى هذا الهَدْي

كانَ أصحابُهُ مِن بعدهِ والتابعون لهم بإحسانٍ.

وروي عن أبي هريرة قال: "كان جعفر بن أبي طالبٍ يحبُّ المساكينَ

ويجلسُ إليهم ويحدِّثهم ويحدّثونه، وكان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يكنيه أبا المساكين ".

وفي رواية "أنهُ كان يعمهم وربما أخرج لهم عكةً فيها العسل فشقُّوها ولعقوها".

وكانتْ زينبُ بنْتُ خزيمةَ أمُّ المؤمنينَ - رضي الله عنها - تسمَّى أمَّ المساكينَ لكثرةِ إحسانهِا إليهم وتوفيتْ في حياةِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -.

وقالَ ضرارُ بن مُرَّةَ في وصف عليِّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - في أيامِ خلافتِهِ:

كان يعظمُ أهلَ الدينِ ويحبُّ المساكينَ، ومرَّ ابنهُ الحسنُ - رضي الله عنه - على مساكينَ يأكلونَ فدعُوه فأجابهمُ وأكلَ معهُم، وتلا

(إِنَّه لا يُحِبُّ الْمُسْتَكبِرِينَ) ، ثم دعاهم إلى منزِلِهِ فأطعمهم وأكرمهمُ.

وكان ابنُ عمر لا يأكلُ غالبًا إلا معَ المساكينِ وكانَ يقُولُ لعلَّ بعضَ هؤلاءِ أن يكونَ ملِكًا يومَ القيامةِ.

وجاءَ مسكين أعمى إلى ابن مسعودٍ وقد ازدحَم الناسُ عندَهُ فنادَاهُ يا أبا

عبدِ الرحمنِ آويتَ أربابَ الخزِّ واليمنيةِ وأقصيتنِي لأجلِ أنِّي مسكين؟

فقالَ له: ادْنُهْ فلم يزلْ يُدْنِيهِ حتى أجلسهُ إلى جانبهِ أو بِقُرْبهِ.

وكانَ مطرفُ بنُ عبدِ اللَّهِ يلبسُ الثيابُ الحسنةَ ثم يأتِي المساكينَ ويجالسهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>