وأُلقيَ سائرُه، فذلكَ قولُه تعالى: (يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (٣٩)
خرَّجه ابنُ أبي حاتم وغيرُه.
فهذا يدُلُّ على اختصاصِ يومِ الخميسِ بعرضِ الأعمال لا يوجدُ في غيرهِ.
وكانَ إبراهيمُ النَّخعِيُّ يبكي إلى امرأتِهِ يومَ الخميسِ وتبكي إليه، ويقول:
اليومَ تُعرضُ أعمالُنا على اللهِ عزَّ وجلَّ.
فهذا عرضٌ خاصٌّ في هذينِ اليومينِ غيرُ العرضِ العامِّ كل يوم، فإنَّ ذلكَ
عرضٌ دائمٌ كلَّ يوم بكرةً وعشيَّا.
ويدل على ذلك ما في "الصحيحين " عن أبي هريرةَ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال:
"يتعاقبُونَ فيكُم ملائكة بالليلِ، وملائكةٌ بالنَّهارِ.
فيجتمعونَ في صلاةِ الصّبح، وصلاةِ العصرِ، فيسألُ الذينَ باتوُا فيكُم، وهو أعلمُ: كيفَ تركتُم عِبادي؟
فيقولونَ: أتيناهُم وهم يُصلُّون، وتركنَاهُم وهم يُصلُّون ".
وفي "صحيح مسلم " عن أبي موسى الأشعريِّ، قال: قامَ فينا
رسول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بخمسِ كلماتٍ، فقال:
"إنَّ اللَّه لا ينامُ، ولا ينبغِي له أن ينامَ، يخفضُ القسطَ ويرفعه، يُرفعُ إليه عملُ الليلِ قبلَ النهارِ وعملُ النَّهار قبلَ الليلِ، حجابُه
النورُ، لو كشفه لأحرقتْ سُبحاتُ وجههِ ما انتهَى إليه بصرُه من خلقِهِ ".
ويُروى عن ابنِ مسعود، قال: إنَّ مقدارَ كُلِّ يوم من أيامكم عند ربكم
ثنتا عشرةَ ساعةً، فتُعرضُ عليه أعمالُكُم بالأمسِ أوَّل النَّهارِ اليومَ، فينظرُ فيها ثلاثَ ساعات، وذكر باقيهُ.
كان الضحَّاكُ يبكِي آخرَ النَّهارِ، ويقول: لا أدري ما رُفعَ من عملِي.
يا مَن عملُه معروضٌ على مَن يعلمُ السِّر وأخفى، لا تُبهرجْ فإنَّ