للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يريدون بالمجمل ما لا يُفهم منه، كما فسَّره بعض المتأخرين وأخطأ في ذلك، بل المجمل ما لا يكفي وحده في العمل به وإن كان ظاهره حقًّا.

- ثم قال: - ولهذا جعل الاحتجاج بالظواهر مع الإعراض عن تفسير النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه طريق أهل البدع وله في ذلك مصنفٌ كبير» (١).

وقال: «شرع الله ورسوله للعمل بوصف العموم والإطلاق لا يقتضي أن يكون مشروعًا بوصف الخصوص والتقييد» (٢).

وقال: «وهذا الترك سنةٌ خاصةٌ مقدمةٌ على كل عموم وكل قياس» (٣).

وقال: «وقد ذكر بعض المتأخرين من أصحابنا وغيرهم أنه يُستحب قيام هذه الليلة بالصلاة التي يسمونها الألفية، لأن فيها قراءة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}

[الإخلاص: ١] ألف مرة، وربما استحبوا الصوم أيضًا، وعمدتهم في خصوص ذلك الحديث الذي يروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في ذلك، وقد يعتمدون على العمومات التي تندرج فيها هذه الصلاة» (٤)، ثم رد الاستدلال بالعموم.

وقال: «ومما قد يغلط فيه الناس اعتقاد بعضهم أنه يستحبُّ صلاة العيد بمنى يوم النحر، حتى قد يصليها بعض المنتسبين إلى الفقه، أخذًا بالعمومات اللفظية أو القياسية، وهذه غفلةٌ عن السنة ظاهرةٌ، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- وخلفاءه لم يُصلُّوا بمنى عيدًا قط.


(١) الإيمان تحقيق الألباني (ص ٣٠٦).
(٢) مجموع الفتاوى (٢٠/ ١٩٦).
(٣) الاقتضاء (٢/ ١٠٣).
(٤) المرجع السابق (٢/ ١٤٦).

<<  <   >  >>