ففعل واستبقوا، فسبقت ناقة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فجعل أسامة يكبّر ويقول: سبق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ورسول الله يقول: سبق أسامة، فلمّا أكثر من ذلك قال له: أقصر يا أسامة، فإنّ إخواننا من الأنصار فيهم حياء وحفيظة.
قال: وليس لشيء من الحيوان سنام إلا البعير، ولبعض البخاتيّ سنامان، ولبعض البقر شيء صغير على موضع الكاهل. والجمل يبول إلى خلف، وكذلك الأسد. وقضيب الجمل من عصب، وقضيب الإنسان من لحم وغضروف، وقضيب الذّئب والثعلب من عظم، وقضيب ذكر الأرانب من عظم على صورة الثّقب كأنّه نصف أنبوبة مشقوقة. وفي قلب الثّور عظم، وربما وجد في قلب الجمل. والمرأة تلد من قبل، والنّاقة من خلف. وزمان نزو الجمال في (شباط) . والإناث في الإبل تحمل اثني عشر شهرا وتضع واحدا وتلقح إذا بلغت ثلاث سنين، وكذلك الذّكر، ثم تقيم الأثنى سنة ثم ينزى عليها.
وزعم صاحب المنطق أنّ الجمل لا ينزو على أمّه، وإن اضطرّ كرهه.
قال: وقد كان رجل في الدّهر السّالف ستر الأمّ بثوب ثم أرسل بكرا عليها، فلما عرف ذلك لم يتمّ وقطع، وحقد على الجمّال فقتله.
قال: وقد كان لملك فرس أنثى، وكان لها أفلاء «١» ، فأراد أن تحمل من أكرمها، فصدّ عنها وكرها، فلمّا سترت وثب فركبها، فلمّا رفع الثّوب ورآها هرب ومرّ حضرا «٢» حتى ألقى نفسه في بعض الأودية فهلك ... «٣»
هذا كلام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه.
قال حذيفة: كن في الفتنة كابن اللّبون، لا ظهر فيركب، ولا لبن فيحلب.
قال ديوجانس: إنّ المرأة تلقّن الشّرّ من المرأة، كما أنّ الأفعى تأخذ السمّ من الأصلة.
وقال فيثاغورس: إنّ كثيرا من النّاس يرون العمى الذي يعرض لعين البدن فتأباه أنفسهم، فأمّا عمى عين النّفس فإنهم لا يرونه ولا تأباه أنفسهم، فلذلك لا يستحيون.
وقال أيضا: كما أنّ الذي يسلك طريقا لا يعرفه لا يدري إلى أيّ موضع يؤدّيه، كذلك الذي يسمع كلاما لا يعرف الغرض فيه لا يربح منه إلّا التعب.
قيل لديوجانس: أيهما أولى، طلب الغنى، أم طلب الحكمة؟ فقال: للدّنيا الغنى، وللآخرة الحكمة.