خاليا ما كنت تصنع به؟ قال: كنت آتي به دور بني النّجّار فأعرّفه فإنّه ضالّة من ضوالّهم، فإن عرفوه وإلّا فهو لك لم يعدك، ولكن أخبرني أيّ جدّيك أكبر، أفريعة أم ثابت؟ قال: لا أدري. قال: فلم يعنيك ما في كنائن الرّجال وأنت لا تدري أيّ جدّيك أكبر؟ بل فريعة أكبر من ثابت، وقد تزوّجها قبله أربعة كلّهم يلقاها بمثل ذراع البكر، ثم يطلّقها عن قلى؟ فقال لها نسوة من قومها: والله يا فريعة إنّك لجميلة، فما بال أزواجك يطلّقونك؟ قالت: يريدون الضّيق ضيّق الله عليهم.
وحكى أيضا قال: قال أبو السّفر: بينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يسير إذ رفع بين مكة والمدينة قبر أبي سعيد بن العاص، فقال أبو بكر: لعن الله صاحب هذا القبر، فإنه كان يكذّب الله ورسوله، فقال خالد بن أسيد- وهو في القوم-: لا بل لعن الله أبا قحافة فإنه كان لا يقري الضيف، ولا يمنع الضّيم، ولا يقاتل مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إذا سبّني المشركون فعمّوهم بالسّبّ، ولا تسبّوا الأموات فإنّ سبّ الأموات يغضب الأحياء» ؟.
قال محمد بن عمارة: فذاكرت بهذا الحديث رجلا من أصحاب الحديث من ولد سعيد بن العاص، فعرفه، فقال: فيه زيادة ليست عندكم، قلت: وما هي؟ فقال:
قال خالد بن أسيد: يا رسول الله، والّذي بعثك بالحق ما يسرّني أنّه في أعلى علّيين وأنّ أبا قحافة ولده. فضحك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتّى بدت نواجذه، وقال: «لا تسبّوا الأموات فإنّ سبّهم يغضب الأحياء» .
وحكى قال: رمى عمر بن هبيرة الفزاريّ إلى عرام بن شتير بخاتم له فضّة- وقد زوّج- فعقد عليه عرام سيرا وردّه إلى ابن هبيرة. أراد ابن هبيرة قول الشّاعر:
لقد زرقت عيناك يا بن ملعّن ... كما كلّ ضبّيّ من اللؤم أزرق
وعرّض له عرام بقول ابن دارة:
لا تأمننّ فزاريّا خلوت به ... على قلوصك واكتبها بأسيار
وقال المدائني: وكان ابن هبيرة يساير هلال بن مكمّل النّميري، فتقدّمت بغلة النّميريّ بغلة ابن هبيرة. فقال: غضّ من بغلتك. فالتفت إليه النّميريّ فقال: أصلح الله الأمير، إنّها مكتوبة. وإنما أراد ابن هبيرة:
فغضّ الطّرف إنّك من نمير ... فلا كعبا بلغت ولا كلابا
وأراد النّميريّ قول سالم بن دارة:
لا تأمننّ فزاريّا خلوت به ... على قلوصك واكتبها بأسيار
وقال الوليد العنبريّ: مرّت امرأة من بني نمير على مجلس لهم، فقال رجل