وامتدح رجل الحسن بن عليّ- عليه السّلام- بشعر، فأمر له بشيء، فقيل:
أتعطي على كلام الشّيطان؟ فقال: أبتغي الخير لنفي الشّرّ.
قال المدائنيّ: أتى العبدانيّ حمّاد بن أبي حنيفة وقد ملا عينه كحلا قد ظهر من محاجر عينه، وعند حمّاد جماعة. فقال له حمّاد: كأنك امرأة نفساء. قال: لا، ولكنّي ثكلى. قال: على من؟ قال: على أبي حنيفة.
وقال مروان بن الحكم ليحيى: إنّ ابنتك تشكو تزويجك وتزعم أنّه يبول في دثاره. قال: فهو يبول منها فيما هو أعظم من دثاره.
وقال معاوية: هذا عقيل عمّه أبو لهب. فقال عقيل: هذا معاوية عمّته حمّالة الحطب.
قال: ودخل معن بن زائدة على أبي جعفر فقارب في خطوه، فقال أبو جعفر:
كبرت سنّك يا معن. قال: في طاعتك. قال: وإنّك لجلد. قال: على أعدائك. قال:
إنّ فيك لبقيّة. قال: هي لك يا أمير المؤمنين.
قال المنصور لسفيان بن معاوية المهلّبيّ: ما أسرع الناس إلى قومك؟ قال سفيان:
إنّ العرانين تلقاها محسّدة ... ولن ترى للئام النّاس حسّادا
فقال: صدقت.
قال المدائني: حضر قوم من قريش مجلس معاوية وفيهم عمرو بن العاص وعبد الله بن صفوان بن أميّة الجمحيّ وعبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، فقال عمرو: احمدوا الله يا معشر قريش إذ جعل والي أموركم من يغضي على القذى، ويتصامم عن العوراء، ويجرّ ذيله على الخدائع. قال عبد الله بن صفوان: لو لم يكن هذا لمشينا إليه الضّراء، ودببنا له الخمر، وقلبنا له ظهر المجنّ، ورجونا أن يقوم بأمرنا من لا يطعمك مال مصر.
وقال معاوية: يا معشر قريش، حتّى متى لا تنصفون من أنفسكم؟
فقال عبد الرحمن بن الحارث: إن عمرا وذوي عمرو أفسدوك علينا وأفسدونا عليك، ما كان لو أغضيت على هذه؟ فقال: إنّ عمرا لي ناصح، قال: أطعمنا ممّا أطعمته، ثم خذنا بمثل نصيحته، إنّك يا معاوية تضرب عوامّ قريش بأياديك في خواصّها كأنّك ترى أنّ كرامها جاروك دون لئامها، وايم الله: إنّك لتفرغ من إناء فعم في إناء ضخم، ولكأنك بالحرب قد حلّ عقالها ثمّ لا تنظرك. فقال معاوية: يا بن أخي ما أحوج أهلك إليك. ثم أنشد معاوية:
أغرّ رجالا من قريش تشايعوا ... على سفه، منّا الحيا والتّكرّم؟