انفتح القبر المقدس وخرج منه رسول الله صلى الله عليه وسلّم وجلس وعليه أكفانه وأشار بيده المقدسة أن تعال، فقمت وجئت حتى دنوت منه، فقال لى: قال للمؤيد يفرج عن عجلان، فانتبهت وصعدت على عادتى إلى مجلس السلطان المؤيد شيخ، وأخذت أحلف له إيمانا حرجة أنى ما رأيت عجلان قط، ولا بينى وبينه معرفة ثم قصيت عليه رؤياى، فسكت وقمنا حتى انفض المجلس، فقام وخرج من مجلسه إلى دركاه القلعة «١» ووقف عند مرماه نشّاب استجدها، ثم استدعى الشريف عجلان من سجنه وأفرج عنه.
ولما حدثنى القاضى عز الدين بهذا الخبر أقسم بالله أنى ما كنت قبل رؤياى هذه أعرف الشريف عجلان بل ولا رأيته قط. قلت: عجلان هذا هو الشريف عز الدين عجلان بن تعير بن منصور بن جماز بن شيخة بن هاشم بن قاسم بن مهنا ابن حسين بن مهنا بن داود بن قاسم بن عبد الله بن طاهر بن يحيى بن الحسين بن جعفر بن عبد الله بن الحسين بن على بن حسين بن على بن أبى طالب رضى الله عنهم. ولى المدينة النبوية بعد وفاة أخيه ثابت بن تعير، ثم عزل، ثم أعيد، ثم عزل ثانيا بعزيز بن هيازع بن هبة بن جماز بن منصور في ذى الحجة سنة إحدى وعشرين وثمانمائه، وحمل في الحديد من المدينة إلى القاهرة وسجن في برج بقلعة الجبل حتى أفرج عنه عند ما ذكر القاضى عز الدين المنام للملك المؤيد شيخ، وأعيد بعد ذلك إلى إمارة المدينة، ثم عزل عنها بخشرم بن دوفان بن جعفر بن هبة بن جماز، وقتل في ذى الحجة سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة في حرب بينه وبين مانع ابن على بن عطية بن منصور بن جماز، واتفق أن الشريف سرواح بى مقبل بن نخبار ابن مقبل بن محمد بن رابح بن إدريس بن حسن بن أبى عزيز قتادة بن إدريس بن مطاعن بن عبد الكريم بن عيسى بن حسن بن سليمان بن على بن عبد الله بن محمد بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسين ابن على بن أبى طالب رضى الله عنهم، قبض على أبيهم مقبل أمير ينبع في سنة خمس وعشرين وثمانمائة وأقيم عوضه في إمرة ينبع ابن أخيه عقيل بن زبير بن نخبار، وحمل حتى سجن بالإسكندرية، ومات في سجنه، وكحل ابنه سرواح هذا حتى سالت حدقتاه وورم دماغه ونتن، وأقام خارج القاهرة مدة وهو أعمى،