وترك أربعة أولاد أو خمسة ملكوا أوفات من بعده واحدا بعد آخر، منهم: بزوا، ومنهم: حق الدين الأول، حتى كان آخرهم صبر الدين محمد بن ولخوى بن منصور بن عمرو لسمع، فملك أوفات حدود سنة سبعمائة من سنّى الهجرة وطالت مدته، فلما مات ابنه على بن صبر الدين محمد بن عمر ولسمع واشتهر ذكره في البلاد وخرج عن طاعة الحطى ثم عاد إليها، فإن أهل البادية لم توافقه، بل خالفت عليه فولى الحطى سيف أرعد ابنه أحمد، ويعرف بحرب أرعد بن على بن صبر الدين محمد بن صبر محمد بن عمر ولسمع على مدينة أوفات وأعمالها، وقيّض على عليّ وأنزل عنده بمكان هو وأولاده، فأقام على بن صبر الدين عند الحطى نحو ثمانى سنين ثم رضى عليه وأعاده إلى ولايته على مدينة أوفات ثانيا، وقد صار ابنه أحمد حرب أرعد إلى الحطى فألزمه أن يقيم ببابه فأقام بخدمته، وولد له هناك ثلاثة أولاد منهم: سعد الدين محمد، ثم إن الحطى رضى عليه وكتب إلى أبيه على يأمره أن يوليه موضعا من أعمال جبرت، فامتثل ذلك ووّلاه عملا من أعماله فسار إلى ذلك العمل وأقام به مدة إلى أن قتل في بعض حروب رعيته، فقام في موضعه أخوه أبو بكر بن على، وكان أحمد حرب أرعد قد ترك بمدينة أوفات ولدا يقال له: حق الدين، وقد اشتغل بطلب العلم وصار مطرح الجانب لأعراض جده على بن صبر الدين عنه وهجره إياه مع معاداة عمه «ملا أصفح» بن على له العداوة الشديدة ومقته المقت الزائد.
ثم إنه أخرجه من مدينة أوفات إلى بعض أعمالها وألزم والى تلك الجهة أن يهينه ويستخدمه فأخرجه والى الجهة إلى جباية «١» مال بعض النواحى، فأخذ عند ما صار إلى ما وليه في تدبير أمره وإحكام عمله وجمع الناس عليه حتى قوى جانبه وأظهر الخلاف على من والاه، فسار إليه وحاربه فانتصر عليه حق الدين وقتله وغنم ما كان معه وضم إليه من كان معه من المقابلة، وبذل لهم المال فقامت قيامة عمه «ملا أصفح» وكتب إلى الحطى يخبره الخبر ويطلب منه النجدة لمحاربته، فأمده الحطى سيف أرعد بعسكر يقال: إن عدّته ثلاثون ألفا، فلقيهم حق الدين، وقاتلهم قتالا شديدا، أيده الله عليهم حتى قتل منهم خلقا كثيرا، وغنم منهم ما معهم، وهزم عمه، وقد شهد الواقعة فصار في هزيمته إلى الحطى فبعث معه