الآية، قال: اشتاق إلى لقاء ربه، فأحب أن يلحقه بآبائه فدعى الله أن يتوفاه ويلحقه بهم، ولم يسأل نبى قط الموت غير يوسف عليه السلام «١» وهو قول قتادة في قوله: تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ
قال: لما جمع الله شمل يوسف وأقر عينه وهو يومئذ مغموس في الدنيا وملكها وغضارتها اشتاق إلى الصالحين قبله «٢» ، وقال ابن عباس: ما تمنى نبى قط الموت قبل يوسف عليه السلام، وفي رواية: لما جمع الله ليوسف شمله وتكاملت عليه النعم سأل لقاء ربه وقال: رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ ...
الآية، فلم يتمن الموت أحد نبى لا غيره إلا يوسف، وعن ابن أبى نجيح «٣» : لما جمع الله بين يوسف وبين أبيه وإخوته وهو يومئذ ملك مصر اشتاق إلى لقاء الله تعالى وإلى آبائه الصالحين إبراهيم وإسحاق ويعقوب قال: رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ ...
الآية.
وأما القول الآخر فعن الضحاك في قوله: تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ
قال: توفنى على طاعتك واغفر لى إذا توفيتنى «٤» ، وعن ابن عباس في رواية عن عطاء: يريد لا تسلبنى الإسلام حتى تتوفانى عليه «٥» .
وقال الواحدى «٦» فى قوله: تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ
هذا دليل فيه على تمنى الموت، بل هو دليل على سؤال أن يكون موته على الإسلام إذا كان، وقال أبو العباس أحمد بن يوسف الكواشى «٧» : تَوَفَّنِي مُسْلِماً
أى موحدا مخلصا ولا تجعل لى إلى نفسى رجوعا بحال ولا تدبير بسبب، فقد ذقت مرارات الأسباب فيما اخترته لنفسى وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ