للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال القرطبى: أى أبرارا مع الأنبياء أى في جملتهم «١» وقال ابن عطية «٢» فى المعنى: توفنا معهم في كل أحكامهم وأفعالهم «٣» ، وقال أبو حيان «٤» : وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ

جمع برر، على وزن فعل، كصلف، أو جمع بارر على وزن فاعل كضارب، وأدغمت الراء فيهما في الراء، وهم الطائعون لله، وقيل: هم هنا الذين برّوا الآباء والأبناء، و «مع» هنا مجاز عن الصحبة الزمانية إلى الصحبة في الوصف. أى: توفنا أبرارا معدودين في عمل الأبرار، والمعنى: اجعلنا ممن توفيتهم طائعين لك، وقيل: المعنى: احشرنا معهم في الجنة.

فقد تبين من كتاب الله تعالى أن طلب خاتمة الخير- وهو الوفاة على الإسلام- من سنن المرسلين، وشعار المؤمنين، فقد ورد عن بعضهم: كان آخر ما تكلم به أبو بكر الصديق رضى الله عنه: تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ

، وأما أصل ذلك من السنة، فقد خرّج البخارى ومسلم من حديث قتيبة «٥» بن سعيد قال: ثنا يعقوب «٦» يعنى ابن عبد الرحمن القارى، عن أبى حازم «٧» عن سهل «٨» بن سعد

<<  <   >  >>