وضمّانها، وهم من بليّ من افخاذ قضاعة «١» ، وبين بعض الأغزاز «٢» بسبب التزاحم على الماء، مهاوشة كادت تفضي الى الفتنة ثم عصم الله منها.
والقصد الى عيذاب من قوص على طريقين: احدهما يعرف بطريق العبدين، وهي هذه التي سلكناها، وهي اقصر مسافة، والآخر طريق دون قنا، وهي قرية على شاطىء النيل. ومجتمع هاتين الطريقين على مقربة من ماء دنقاش المذكور. ولهما مجتمع آخر على ماء يعرف بشاغب أمام ماء دنقاش بيوم.
فلما كان عشاء يوم الاثنين المذكور تزودنا الماء ليوم وليلة ورفعنا الى ماء بموضع يعرف بشاغب، فوردناه ضحوة يوم الأربعاء الثاني والعشرين لصفر المذكور وهذا الماء ثماد يحفر عليه في الأرض فتسمح به قريبا غير بعيد الا أنه زعاق. ثم رحلنا منه سحر يوم الخميس بعده وتزودنا الماء لثلاثة أيام الى ماء بموضع يعرف بأمتان، وتركنا طريق الماء بموضع يعرف با ... يسارا، وليس بينه وبين شاغب غير مسافة يوم، والطريق عليه وعر للإبل.
فلما كان ضحوة يوم الأحد السادس والعشرين لصفر المذكور نزلنا بأمتان المذكور، وفي هذا اليوم المذكور كان فراغنا من حفظ كتاب الله عز وجل له الحمد وله الشكر على ما يسر لنا من ذلك. وهذا الماء بأمتان المذكور هو في بئر معينة قد خصها الله بالبركة. وهو أطيب مياه الطريق وأعذبها، فيلقى فيها من دلاء الوارد ما لا يحصى كثرة فتروي القوافل النازلة عليها على كثرتها وتروي من الإبل البعيدة الإظماء ما لو وردت نهرا من الانهار لأنضبته وانزفته.
ورمنا في هذه الطريق احصاء القوافل الواردة والصادرة فما تمكن لنا، ولا سيما القوافل العيذابية المتحملة لسلع الهند الواصلة الى اليمن، ثم من اليمن إلى عيذاب. وأكثر ما شاهدنا من ذلك أحمال الفلفل، فلقد خيل الينا لكثرته أنه