للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عهده وكان من حظ الأندلس أن دامت خلافته خمسين سنة. (١)

ثم جاء بعده ابنه الحكم وهو أعلم الأمويين وأحكمهم على الإطلاق وقد سار على نهج أبيه وأخاف خصومه فعقدوا معه المعاهدات فتفرغ لتنشيط الحركة العلمية - وكان قد بدأ ازدهارها في عهد أبيه - فكان يكلف بعض أتباعه استنساخ كل الكتب القيمة - قديمة كانت أو حديثة - في سائر مدن الشرق يقول عنه ابن حزم: "كان رفيقًا بالرعية محبًا في العلم. ملأ الأندلس بجميع كتب العلم وأخبرني تليد الفتى وكان على خزانة العلوم بقصر بني مروان بالأندلس أن عدد الفهارس التي كانت فيها تسمية الكتب أربعة وأربعون فهرسة في كل فهرسة خمسون (٢) ورقة ليس فيها إلا ذكر أسماء الدواوين فقط". (٣)

ويقول ابن خلدون: "وكان يبعث في شراء الكتب إلى الأقطار رجالا من التجار ويرسل إليهم الأموال لشرائها حتى جلب منها إلى الأندلس ما لم يعهدوه وبعث في كتاب "الأغاني" إلى مصنفه أبي الفرج الأصفهاني وكان نسبه في بني أمية وأرسل إليه فيه بألف دينار من الذهب العين فبعث إليه بنسخة منه قبل أن يخرج إلى العراق وكذلك


(١) انظر ابن حزم الأندلسى للدكتور زكريا إبراهيم ص ١٤. وابن حزم الأندلسي ورسالة المفاضلة بين الصحابة لسعيد الأفغاني ص ١٠.
(٢) روى ابن خلدون عن ابن حزم أن في كل فهرسة "عشرون ورقة" وكذلك المقرى. وأرى أن ما ورد في جمهرة أنساب العرب وهو "خمسون" أصح لكونها نص كلام ابن حزم في كتابه.
انظر: العبر لابن خلدون ج ٤ ص ١٤٦ ونفح الطيب ج ١ ص ٣٧١.
(٣) جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص ١٠٠.

<<  <   >  >>