للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣ - أنه معقول ومعشوق.

فيقول: إن كل متحرك لابد له من محرك، ولا يستمر الأمر إلى ما لا نهاية بل لابد من محرك أزلي يحرك ولا يتحرك، أو يفعل في غيره، ولا ينفعل بغيره، وإلا لما كان أولًا، وذلك هو "الله" ولكنه لا يقول، إن هذا المحرك خالق للعالم، ولم يكن تحريكه له حقيقيًا، وإنما هو تحريك بالشوق، أي أنه يشتهي أن يحيا حياة شبيهة بحياة المحرك ما أمكن فلا يستطيع لأنه مادي فيحاكيه بالتحرك محاولة للوصول إلى الكمال. (١)

هذا ملخص لما استدل به أفلاطون، وأرسطو على وجود الله تعالى رأينا عرضه ليتضح ما قلنا من التشابه في تطبيق ابن حزم استدلاله بما في الكون على وجود الله تعالى، وما استدل به أفلاطون وأرسطو ونعرف مدى تأثره بهما.

فقول ابن حزم في حركة الأفلاك ودورانها وعناية الله بتركيب أعضاء الإنسان وغيره مما يشاهد بالحواس من الأصباغ الموضوعة في جلود كثير من الحيوان وريشه ووبره في اتفاق واختلاف مضبوط (٢).

شبيه بما ذكرنا من استدلال أفلاطون بالحركة، والجمال الظاهر في الكون على العلة العاقلة التي هي "الله" وهذا ظاهر عند النظر في الأدلة.


(١) انظر الطبيعة لأرسطو طاليس ترجمة إسحق بن حنين مع شروح ابن السمح، وابن عدى ومتى بن يونس وأبي الفرج بن الطيب جـ ٢ ص ٧٣٣ - ٧٣٩. والفلسفة الإغريقية للدكتور محمد غلاب جـ ١ ص ٢٧١، ٢٧٢. وتاريخ الفلسفة اليونانية ليوسف كرم ص ١٨٠ - ١٨٢. والفلسفة اليونانية للدكتور محمد بيصار ص ١٢٩ - ١٣١.
(٢) انظر الفصل جـ ١ ص ٢٢، ٢٣.

<<  <   >  >>