للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١ - الحركة الجارية في هذا الوجود.

٢ - النظام البادىء في كل جزء من أجزائه.

ومنهما استمد الاستدلال على وجود الله تعالى. حيث قال عن دلالة الحركة:

إن الحركات سبع، حركة دائرية، وحركة من اليمين إلى اليسار وبالعكس ومن أمام إلى خلف وبالعكس. ومن أعلى إلى أسفل وبالعكس.

والأولى هي التي تخص العالم وهي منظمة لا يستطيعها العالم بذاته، فهي معلولة لعلة عاقلة هي الله، والست الباقية طبيعية، ومنع العالم من أن يجرى بها لأنها لا تتضمن له العناية والنظام.

ويقول عن النظام:

إن ما يبدو في هذا العالم آية فنية، ولا يمكن أن يكون هذا النظام البادىء فيما بين الأشياء على وجه الاجمال، وفيما بينها على وجه التفصيل نتيجة علل اتفاقية لكنه صنع عقل توخى الخير ورتب له الأسباب الكفيلة بإيصاله عن قصد وإرادة (١). فنجد أن أفلاطون قاده منطق التفكير إلى إدراك الألوهية والإعتراف بوجود إله مدبر لهذا الكون البديع الصنع. وقد أحال أرسطو كل ما يجري في العالم من حركات إلى علة أولى ونسبه إلى محرك أول. يحرك ولا يتحرك ضرورة أنه دائم الفعل في غيره دون أن ينفعل هو بغيره وماهية هذا المحرك:

١ - أن ليس جسمًا، فليس بمكان.

٢ - أنه يحرك كغاية.


(١) انظر تاريخ الفلسفة اليونانية ليوسف كرم ص ٨١. والفلسفة اليونانية مقدمات ومذاهب للدكتور محمد بيصار ص ١٠٧ - ١٠٩.

<<  <   >  >>